اخر الأخبارثقافية

“غيبة مي”.. رواية عن لبنان الذي شهد الإفلاس والانفجار

رواية “غيبة مي” للروائية اللبنانية نجوى بركات من الروايات التي تمثّل حياة الأفراد فيها حال بلدانهم. وهو هنا بلد عاجز، ينتظر موته، بما في العجز من رهافة وحسّ يتبدى نزقاً وحيرة وضعفاً. الرواية الصادرة حديثاً عن “دار الآداب” رواية لبنان الذي شهد الإفلاس والانفجار. وقبل ذلك، شهد الحرب الأهلية بداية، وشهدها في الجوار، في سوريا، نهاية.

سرد بركات متآلف بصورة يبدو معها أن القطع التي تتفكك من الذاكرة، إنما هي نسج يشف عن آخر. حتى لكأن ذلك الأسى الآسر لا يكسر الوجدان فقط، بل يأخذه إلى أفق غارب بلا نهاية، حيث انكسار الإنسان أخيراً في السنين. وما سبق ليس إلا الجانب الخاص بمي وعالمها المضطرب. عالم لا ينفصل عن لبنان كله. وبركات من كتّاب الحرب الأهلية اللبنانية التي يظهر عنفها عنفاً تقاسمته دواخل الناس. حتى لكأن مقتلة الكلاب الشاردة في بلديات لبنان ليست إلا العنف الخبيء المضطرم الذي يتبدى في تفاصيل الحياة اليومية. تفاصيل شملت السوريين هناك. وفي نص يحدث برمته تقريباً داخل وعي الشخصية وذاكرتها، وهي تواجه قدرها في الرابعة والثمانين، لا يفوت الكاتبة أن تجعل حال السوريين في صلب الحال اللبناني، إذ تتكئ المرأة التي انتهت وحيدة، على ناطور البناء، الشاب السوري، النازح من حلب. اتكاء يقول بانتماء الغرباء إلى طبقة صنعها الشعور بالتخلي وفقد الحب ونسيان المعنى.

رواية “غيبة مي” تمثيل لطبيعته الانسان الدرامية، حتى إن انفعالات مي صارت حبيسة، يراها القارئ تعاني مزاجين متباعدين، وكأنهما قطبا بطارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى