قفزة نوعية نحو الحوكمة الإلكترونية والتحول الرقمي

إصلاح مالي عميق في العراق
المراقب العراقي/ القسم الاقتصادي..
يترقّب العراقيون، تحولات مثمرة في مفاصل المال، بعد قرارات تفرض الانتقال الى التعامل الالكتروني أو كما يُطلق عليها بـ”الحوكمة الالكترونية”، في مدة أقصاها نهاية شهر حزيران المقبل، ليكون الملف مكملاً لتغييرات يشتغل عليها المختصون منذ نحو ثلاث سنوات، وهو توجه يعتقد مراقبون بشأنه، انه سيخلق نمواً في التعاطي المالي السريع والآمن في الداخل.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلن عن تفصيلات جديدة تخص التعاملات الخاصة بأسطوانات الغاز وتعبئة البنزين عبر التطبيقات الالكترونية، ورغم اعتراض البعض، إلا ان هناك قبولاً شعبياً يرى فيها خلاصاً من المشكلات السابقة المتعلقة بطوابير الانتظار عند محطات التعبئة أو غياب متعهدي بيع الغاز السائل.
ويقول مصطفى أحمد وهو مواطن من رصافة بغداد، ان التحول الالكتروني يحمل معه العديد من الإيجابيات، في صدارتها انتهاء مفعول التعامل الورقي الذي غالبا ما يتعرّض للتلف مع صعوبة نقل الأموال الكبيرة، لافتا الى ان الأمر يجب ان يتسع ليشمل المراكز التجارية وعمليات البيع والشراء، لتكوين ثقافة عامة تساعد على هذا الانتقال التدريجي.
ويمتلك العراق، بُنية تحتية متقدمة قادرة على استيعاب أدوات الدفع الالكتروني والخدمات المالية التي يراد فيها الانتقال نحو البنوك الرقمية ومنها نحو التعامل عبر الهواتف الذكية في مختلف العمليات المصرفية، الأمر الذي سيسهل الوصول الى قاعدة تشمل جميع الخدمات التي تخص المواطنين.
ويدعو الخبير الاقتصادي ضياء المحسن، “البنك المركزي ووزارة الاتصالات الى ضرورة خلق بيئة وبُنية تحتية، تتناسب مع هذا التحول الذي ستظهر ملامحه خلال سنوات قليلة”.
ويبين المحسن في تصريح لـ”المراقب العراقي”، ان “المواطن قد ينزعج في بداية الأمر من تلك التفصيلات، لكنه سيتقبلها ويراها أكثر إيجابية مع مرور الوقت، لافتاً الى ان الأمر سيساعد كثيراً في تنمية التعاملات الالكترونية”.
ويرى مراقبون بان الأمر لا يتعلق بالتعاملات اليومية التي يحتاجها المواطن وانما يتعداه الى تقليل فرص الفساد والاحتيال، وتوفير بيانات حيوية على المستوى الكبير في نقل الأموال بشكل أكثر أماناً والاشراف المباشر عليها عبر التطبيقات.
ويؤكد خبراء بان هذا الاجراء هو أكثر من مجرد قفزة تقنية على مستوى نقل الأموال أو عمليات البيع والشراء عبر التطبيق، إذ يسهم في تحقيق مرونة اقتصادية للمشاركة الفاعلة في توفير بيئة التنمية المستدامة وتتبنى مستقبلاً مستقراً.
وتزامناً مع الحديث عن الإجراءات الجديدة الخاصة بتطبيقات الغاز السائل والبنزين، يؤكد ناشطون، ان الأمر يعد تحولاً كبيراً ستظهر ملامحه الإيجابية خلال السنوات القريبة.
وكتب أمجد محمد وهو مدون على موقع الفيسبوك، بان “الانتقال نحو المدفوعات الرقمية يتطلب تحولاً ثقافياً في عادات المواطنين داخل العراق”، مشيرا الى ان “التحولات المماثلة في دول قريبة من العراق اثبتت، ان هذا الملف لا يخص التحول التقني وحسب، وانما يتطلب جهداً في اقناع الجمهور بالتعامل المباشر بعيداً عن المخاوف، في وقت يحتاج الأمر أيضا الى تغييرات جوهرية في طبيعة التعامل التي تتبناها المصارف الحكومية والأهلية”.
وخلال العامين الأخيرين، شهدت التعاملات الالكترونية نمواً مقبولاً بين المواطنين، إذا سجلت الأرقام الأخيرة، مؤشرات إيجابية في قبول تلك التقنيات الجديدة، فيما أسهمت بشكل كبير في الابتعاد عن التعاملات الورقية.