طهران تمسك زمام المفاوضات بطريقتها الخاصة وتملي شروطها على واشنطن

محور المقاومة وسلاحه خارج دائرة المباحثات
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
لا تزال الأروقة السياسية مشغولة بالمفاوضات الأمريكية – الإيرانية التي بدأت أمس الأول السبت في سلطنة عُمان، حيث تداولت وسائل الاعلام معلومات عن أجواء إيجابية والاتفاق على جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة الأسبوع المقبل، مقابل ذلك لا يزال الجانب الإيراني لا يثق بالسياسات الامريكية، ويتعامل بحذر شديد مع واشنطن، وحدد ملفات وضعها خارج إطار التفاوض سيما محور المقاومة الإسلامية وملف السلاح الصاروخي للجمهورية الإسلامية.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، إن ” المفاوضات ستظل غير مباشرة، وستبقى عُمان الوسيط، لكننا نناقش مكان المفاوضات المستقبلية”، مضيفا أن “المحادثات ستركز فقط على “الملف النووي ورفع العقوبات.
وتسعى إيران للاحتفاظ بملفات ووسائل ضغط للمناورة بها، في حال فشل المفاوضات واتخذت أمريكا طريق التصعيد مجدداً، وبالتالي أن سلاح المقاومة في المنطقة أكبر تهديد تخشاه دول الاستكبار، سيما أنها تكبدت خسائر كبيرة سواء كانت عسكرية أو اقتصادية خلال الفترة التي أعقبت عملية طوفان الأقصى، إذ استطاعت قوى المقاومة الإسلامية أن تستهدف المصالح الغربية عسكرياً والإضرار باقتصاد البلدان الداعمة للكيان الصهيوني من خلال فرض حصار كبير على حركة الملاحة التجارية.
تأكيد الجمهورية الإسلامية على أن محور المقاومة خارج إطار المفاوضات، جاء ردأ على تصريحات وأحاديث شخصيات غربية وعربية تتحدث عن اتفاق قريب بين طهران وواشنطن بخصوص المرحلة المقبلة، يتعلق بنزع سلاح محور المقاومة مقابل ضمانات أمريكية لإيران، لكن الأخيرة نفت وبشكل رسمي وقاطع أي نية بوقف دعمها لمحور المقاومة الإسلامية، لتقطع الطريق عن الجهات التي تسعى لإثارة الفوضى واستغلال ملف المفاوضات ضد الجمهورية الإسلامية.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي علي سباهي لـ”المراقب العراقي” إن “المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا يوم السبت الماضي كانت ناجحة، وبالطريقة التي أرادتها طهران بصورة غير مباشرة، مشيراً الى أن إيران لديها مطاولة وخبرة في المفاوضات على مدى سنوات طويلة وتعرف جيداً النوايا الامريكية”.
وأضاف سباهي أن “إيران أكدت دائماً سلمية برنامجها النووي وأنها لا تنوي استخدامه في المجال العسكري وهناك تحريم شرعي بخصوص الملف النووي”.
وأوضح أن “المفاوضات تركز حالياً على الملف النووي، والجمهورية الإسلامية قد تمتلك أوراق ضغط أخرى قد تستخدمها في المستقبل”، منوهاً بأنها لن تتخلى عن المقاومة الإسلامية، والمفاوضات تقتصر على الملف النووي”.
وأشار سباهي الى أن “المقاومة الإسلامية غيرت كثيراً من استراتيجية عملها في المنطقة، فنرى هناك ضربات موجعة يوجهها أنصار الله للكيان الصهيوني، وبالتالي فأن الجمهورية الإسلامية مستمرة بدعم محور المقاومة كقوة مضادة للغرب”.
وأوضح أن “هناك اتفاقية مهمة بين روسيا وإيران على مدى 20 عاماً تحمل رسائل كثيرة لواشنطن، إضافة الى المناورات الثلاثية مع روسيا وكوريا الشمالية التي تحمل تحديات وليس فقط وحدة الساحات”.
وبحسب مراقبين فأن الجمهورية الإسلامية تشكك بجدية أمريكا في التفاوض وفق مبدأ التكافؤ، سيما أنها تلوح دائماً باستخدام القوة، لذلك طهران لا تريد خسارة أوراق ضغطها وتُعطي المبادرة لواشنطن، سيما أن سلاح المقاومة والجمهورية هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة التوسع الغربي في الشرق الأوسط، وبالتالي لجأت واشنطن الى محاولة كسب ود إيران مقابل وقف عمليات أنصار الله في اليمن والتهديد المستمر من قبل حزب الله والمقاومة العراقية.
ويشير مراقبون إلى أن تراجع أمريكا عن التهديد بالضربة العسكرية المدمرة التي تحدث بها ترامب مرات عدة يأتي نتيجة موقف الجمهورية الإسلامية الثابت والذي عبر عنه قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي عندما أعلن بنفسه حالة الطوارئ في الجيش الإيراني ونصب منصات الصواريخ وهدد بإغلاق مضيق هرمز، إضافة الى تصاعد العمليات ضد الكيان الصهيوني من جبهات متعددة خاصة جبهة اليمن.