اخر الأخبارالمشهد العراقيالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

صراع المناصب يشتد في كردستان .. العائلة البارزانية تعرقل مفاوضات الحسم.. “المراقب العراقي” تتحرى أسباب تعطيل حكومة الإقليم

المراقب العراقي/ سيف الشمري
مضى أكثر من خمسة أشهر على إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان ولغاية اللحظة لا توجد أية بوادر لتشكيل الحكومة الجديدة أو حتى التئام مجلس النواب الكردي، والسبب في ذلك هو استمرار خلافات الأحزاب الحاكمة التي تسعى إلى توسيع دائرة نفوذها في ظل التراجع الذي مُنيت به والذي ظهر واضحا من خلال النتائج التي حققتها سواء في انتخابات مجالس المحافظات بالمناطق المختلف عليها أو حتى نتائجها في الانتخابات النيابية.
ولم يتمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني من تحقيق النصف زائد واحد، وهي الأغلبية التي تمكنه من الذهاب نحو تشكيل البرلمان والتصويت على المناصب السيادية في الإقليم دون الحاجة إلى التحالف مع الأطراف الأخرى، حيث أفرزت الانتخابات نتائج متقاربة بين بعض الأحزاب والتي يتصدرها حزب البارزاني بـ 39 مقعدا يليه الاتحاد الوطني الذي حصل على 23 مقعدا، فيما توزعت باقي المقاعد على مجموعة من الأحزاب منها الجيل الجديد والاتحاد الإسلامي.
هذه الأرقام عقدت المشهد في كردستان على اعتبار أن الأحزاب الناشئة لا ترغب بالتحالف مع الكتل التقليدية وتفضل الذهاب نحو المعارضة، بينما يتصارع الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني على مناصب رئاسة الحكومة والبرلمان والإقليم والتي في العادة تكون من نصيب العائلة البارزانية، حيث ترأس نيجيرفان البارزاني رئاسة الإقليم، وابن عمه مسرور البارزاني، منصب رئاسة حكومة الإقليم، فيما حصل الاتحاد الوطني في الدورة الأخيرة على منصب رئاسة البرلمان.
وحول هذا الأمر قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهان شيخ رؤوف في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “المباحثات مستمرة بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي من أجل الوصول إلى صيغ متفق عليها فيما يخص تشكيل حكومة الإقليم”.
وأضاف أن “تعطيل تشكيل الحكومة هو بسبب التراكمات والأخطاء التي حصلت من قبل الحكومات السابقة”، لافتا إلى أن “العمل يجري على تصحيح تلك المسارات وعدم الرجوع أليها”.
مصدر كردي قال في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “الرأي السائد في كردستان يذهب باتجاه تأجيل تشكيل الحكومة الكردية إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المركزية”.
وأضاف المصدر أن “هذا الخيار يتيح للكتل السياسية أوراق متعددة للتفاوض من خلال وضع المناصب الاتحادية على طاولة المفاوضات بين الأطراف الفائزة”.
وأشار إلى أن “العامل الخارجي وهو الأكثر حضورا في تشكيل حكومة الإقليم منشغل الآن بالتطورات الحاصلة في الشرق الأوسط والتغيرات الجيوسياسية التي حصلت ولهذا فأن جميع المفاوضات الآن هي سطحية” مؤكدا أن “تمسك الأحزاب بالمناصب السيادية هو أيضا أحد أسباب تعطيل تشكيل حكومة الإقليم”.
يشار إلى أن الحزبين الحاكمين في كردستان قد عقدا جولات عدة من المفاوضات انتهت بتشكيل لجنة مشتركة، تهدف إلى صياغة مسودة يجري الاتفاق عليها للبرنامج الحكومي المقبل، إضافة إلى توزيع المناصب التنفيذية لحكومة الإقليم، إلا أنها لم تُفضِ إلى أية نتائج من شأنها تسريع حسم ملف تشكيل الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى