مسلسل “النقيب” توثيق لبطولات العراق في مواجهة الإرهاب

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي..
أعاد لنا مسلسل “النقيب” لمحة من الألم الذي عايشناه، حين كان عراقنا تحت تهديد الإرهـاب، ووثق للأجيال القادمة، ذكرياتنا المأساوية المليئة بلحظات الفقدان، فقدان أخوتنا وأصدقائنا، ليخبرنا أن الأمن الذي نعيشه، لم يأتِ دون تضحيات الشهيد حارث السوداني، وآلاف الأبطال الذين ذهبوا ضحية الإجرام الداعشي ضد العراقيين.
وقال مترجم كتاب “صائد الدواعش” عمار كاظم محمد في تصريح خصَّ به “المراقب العراقي”: ان “النقيب البطل الشهيد (حارث عبد علي السوداني) أو (أبو صهيب) كما كان اسمه الحركي في عصابات داعش الاجرامية، وصفته مؤلفة كتاب “صائد الدواعش” ماركريت كوكر، مديرة مكتب صحيفة النيويورك تايمز في بغداد، عندما كتبت قصته (بأعظم عنصر استخباراتي في أخطر التنظيمات الإجرامية)”.
وأضاف: إن “الكتاب الذي ترجمته الى العربية قد نفض الغبار عن شخصية حارث الذي يعد أهم العناصر الاستخباراتية العراقية التي استطاعت اختراق التنظيم الإرهابي في العراق، واستطاع ان يسرب معلومات مهمة جداً الى خلية الصقور الاستخباراتية”.
وأضاف: ان “الشهيد حارث عمل متخفياً لمدة 16 شهراً مع الإرهابيين وقام بتسريب العديد من المعلومات وحتى يوم 31 ديسمبر 2016 كان الشهيد قد أحبط 30 هجوماً عسكرياً و18 عملية انتحارية أثناء عمله متخفياً في داخل صفوفهم، وأنقذ مئات المدنيين الى ان كشُف عام 2017”.
وتابع: إن “حارث درس وتعلم الانكليزية ويتقن الروسية كذلك، وقد استشهد حارث وعمره 35 سنة، لديه ولد وابنتان، لا أحد سوى أخيه ووالده كانا يعلمان بعمله الذي أخفاه حتى عن زوجته… ولم يعرفه العراقيون إلا بعد استشهاده، حيث نشرت صحيفة النيويورك تايمز، قصة أعظم عنصر استخباراتي في أخطر التنظيمات الاجرامية”.
وأشار الى ان “الكتاب كان بوابة لإنتاج مسلسل النقيب واستند الكاتب جعفر تايه على كل ما ذكر في كتاب صائد الدواعش كأحداث داخل المسلسل الذي نال اعجاب المشاهدين وكان الجميع مبدعاً في اظهاره بهذا الشكل الجميل”.
من جهته، قال الناقد فؤاد العساف في تصريح خصَّ به “المراقب العراقي”: إن “الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل أكثر من شدّني هو المشهد الأخير من المشاهد العظيمة التي رأيتها بحياتي، في هذا المشهد يقف شقيق النقيب حارث في لحظة لا قدرة للوصف على التعبير عنها بقدر الاحساس بالضياع، بالفقدان، بالوحدة كُلنا فقدنا شخصا عزيزا من عائلتنا أول ثوانٍ عند تلقينا خبر وفاة هذا العزيز نشعر بأن الزمن توقف، السماء صافية، الساعة تجمدت، الحياة تعطلت بداخلنا، هذه الثواني التي نشعر بها بالضياع عند سماعنا خبر وفاة شخص قريب علينا استطاع المُخرج والممثل ان يُجسدوها بمشهد واقعي حزين ممزوج بصوت من فقدته انت باحترافية عالية”.
وأضاف: “كلنا كنا نعرف نهاية مسلسل النقيب، وكلنا كنا نعرف أن النقيب حارث السوداني سيسـتشهد، لكن عجيب أمر مسلسله، جعلنا نعيش بطولاته التي بقيت طي الكتمان فترة طويلة، وعرفنا بشجاعة هذا البطل، وجعلنا نتمنى أن يبقى حيًا، وأن لا ينتهي المسلسل باستـشهاده”.
من جهته، قال رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي: إن “القناة العراقية العامة اختتمت عرض المسلسل الدرامي (النقيب)، الذي جسّد جزءًا مهمًا من تأريخ المواجهة مع الإرهاب، مسلطًا الضوء على حياة النقيب حارث السوداني، كبير جواسيس خلية الصقور الاستخبارية، الذي قاتل تنظيم داعش من داخله، وأحبط عشرات العمليات الإرهابية بالعجلات المفخخة، ليكون مثالًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن”.
وأضاف: إن “شبكة الإعلام العراقي تشكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على دعمه الكبير الذي أسهم في إطلاق الموسم الرمضاني ومسلسل (النقيب)، كما تتوجه بالشكر إلى الجمهور العراقي الذي تابع المسلسل وتفاعل معه طوال فترة عرضه”.
وتابع: إن “هذا العمل يمثل خطوة أولى في طريق طويل لصناعة دراما عراقية هادفة، تروي تضحيات أبناء العراق الذين وقفوا بوجه الإرهاب، ليصل الوطن اليوم إلى الأمن والاستقرار والنهضة العمرانية الواعدة وفي الختام، نقدم الشكر الجزيل لكادر العمل من ممثلين، فنيين، وكتاب السيناريو، الذين ساهموا في تقديم هذا العمل بصورة متميزة”.