التشكيلية وجدان الماجد رسامة الرموز العراقية على جدران بغداد

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…
يرى الناقد رحيم يوسف أن التشكيلية وجدان الماجد تُعد واحدة من جيل الفنانات المبدعات اللاتي يسعين للمساهمة في الحراك الفني الواسع في المشهد التشكيلي العراقي المعاصر، وهي عبر الرسم والتدريس تسعى جاهدة الى ترك بصمتها الواضحة التي تميزها عن بقية فنانات جيلها المبدعات، وذلك عبر سيل من المشاركات في المعارض الجماعية التي اُقيمت داخل وخارج العراق، ولعل المشروع الأكثر تميزا بالنسبة لها هو مساهمتها في رسوم الشوارع (الكرافيتي) التي أنجزتها في شوارع العاصمة بغداد.
وأضاف: إن” وجدان الماجد نفذت العديد من الجداريات الكبيرة التي تعد تعريفا بالرموز العراقية الكبيرة التي لا يعرفها الكثيرون بسبب الأمية المستشرية في البلاد بشكل قصدي، إضافة الى المتعة الجمالية التي توفرها لعموم الناس والرسومات الكثيرة التي طالت العديد من الجدران”.
وتابع :”كتبنا وفي مناسبات سابقة أن قيمة الفن تكمن في قدرته على إثارة الأسئلة ، وهي الأسئلة المضمرة التي يطلقها الفنان ، تقابلها الأسئلة التي تثار اثناء عملية التلقي وهي التي تفضي الى تعدد التأويلات واختلافها بشكل حتمي ، واقول اختلافها لا مخالفتها لرؤى المبدع على اعتبار ان عملية بثه للتجربة لم تأتِ من فراغ ، بل استنادا الى رؤية لم تتشكل اعتباطا ، وعليه فإن عملية الخلاف ستبدو نوعا من العبث الذي لا طائل منه ، وعليه فإن اختلاف تلك الرؤى سيفضي الى نوع من التلاقح الفكري الذي يصب في تطوير التجارب اللاحقة للفنان”.
وأوضح :”أنه لابد لنا من التنويه بأن اختلاف عمليات التأويل التي أشرنا اليها ستتباين من متلق لآخر ، تبعا لذائقته التي تساهم في اقترابه أو ابتعاده عن التجربة ، وذلك نتعلق بوعيه بالدرجة الاساس ، وفهمه للعملية الفنية وظروف إنتاجها ، وهذا لا يفترض ان يكون المتلقي متخصصا بالفن ، لان المتعة الجمالية متاحة للجميع وبإمكانهم التمتع بها بكل بساطة ، بالإضافة إلى ان عملية الاختلاف لا تمتلك اي تأثير يذكر على تجربة الفنان ولذلك فهي لا تشكل سوى جدل بيزنطي لا طائل منه وهذا ما سأشير اليه في موضوع التشتيت غير المقصود للمتلقي فيما جاء في بروشور العرض”.
الكثير من التجارب الفنية التشكيلية ، يعمد الفنان الى كتابة نص او مجموعة من النصوص ، يعدها اختصارا لرؤيته او تمهيدا لمساعدة المتلقي في فهم قصدياته ، وقد يأتي النص متوافقا مع قصديات الفنان وقدرة المتلقي على استيعابه وعكسه ولو ذهنيا على تلك التجربة من أجل استيعابها او التمتع بجمالياتها على اقل تقدير ، غير ان البعض من تلك النصوص وبدلا من أن تأتي بالاغراض القصدية للفنان ، تمارس نوعا من التعمية التي تؤدي الى التشتيت مؤكدين أنه ليس من حق المتلقي مخالفة الفنانة فيما ذهبت اليه من آراء سواء مكتوبة او على صعيد التجسيد البصري ، لكننا كنا نأمل بأن ما اضافته من نصوص تفسيرية مكتوبة مصاحبة للسطوح التصويرية في بروشور العرض ، لم تكن من كتابتها لانها شكلت عائقا في عملية التشتيت التي أشرنا اليها ، كونها ستلزم المتلقي باتباع خطوات تتوافق مع آرائها اثناء التلقي ، وكان بإمكانها ان التغاضي عن ذلك ، أو تكليف شخص آخر ليقوم بالعمل على ذلك اذا كان لابد من ذلك على اقل تقدير”.
وأكمل :إن” اللوحات تمثل مجموعة من الاحداث والمواقف التي مرت بنا زمنيا ، غير انها ثابتة في المكان ، وبمعنى اكثر دقة فإن تجسيدهم يمثل حنينا دافقا يبقى ملازما لنا طوال فترة وجودنا القصير في هذا الكون ، فغالبا وحينما نستشعر قسوة الحياة وذلك عندنا تمارس ضغطها علينا ، فإننا وبدلا من ان نمارس العزلة ، نلجأ الى السير في قلب الزحام ، هذا السير الذي يجعلنا ننصت الى صوتنا الذي يؤكد وجودنا ، على الرغم من هشاشة هذا الوجود ، سنصمد ونقاوم وإنْ كنا كالزجاج الهش القابل للكسر في كل لحظة ، لكنه كسر داخلي لا يرى”.