اخر الأخبارالاخيرة

صوت المقاومة ينساب من جبل عامل لِيُروي عطش شباب الأمة

قصة جيل تعلق بجبل الإباء

المراقب العراقي/ خاص..

على وقع صوت حضوره وخطبه المدوية يترقب الجيل منذ عقدين على أقل تقدير الظهور البهي للسيد الشهيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه”، فالشجاعة والحماس والقوة والصدق والتربية الروحية والأخلاقية جعلت منه رمزا استهوى قلوب المؤمنين بخط الجهاد والمقاومة على مسيرته الجهادية، في مشهد اسبوعي يتكرر ويترقب إطلالة الشيبة المباركة من على قمم جبل عامل في لبنان.

لقد أسس الشهيد الاقدس نصر الله، حكاية التحول الكبير ونسج بكلماته وصموده الأسطوري ثياب العزة والشرف وقاد خلفه جيلا كاملا لا يزال يذرف الدموع على فقدانه، لكنه فقدان بحجم الاباء، إذ أسس مشروعا عقائديا إسلاميا كبيرا حتى النفس الاخير الذي صدح قلبه فيه معانقا الاقصى المبارك ورافضا التنازل عن غزة الصمود.

ويقول حسن رحيم وهو أربعيني من مدينة الشعلة شمالي بغداد، إن جيلنا عاصر الظهور الأول بعد حرب تموز في لبنان واندحار الصهاينة وتواصل مع سيد المقاومة في سلسلة من الدروس التي يلقيها خلال خطاباته المتكررة، مشيرا الى ان هذا الجيل سُقي من ماء المقاومة خصوصا البيئة الحاضنة في جنوب لبنان، وحتى بقية المناطق هناك اذ من الصعب ان تجد شخصا لم يستهويه السيد نصر الله.

وخلال فترة المواجهة في حرب “أولي البأس” ورغم الدمار الذي خلفته غارات العدو الجبانة الا ان اللبنانيين في الجنوب كانوا يظهرون الدعم والقوة والبسالة، ولا يزال مشهد المرأة المسنة حاضرا وهي تقف على أطلال منزلها المهدم وتعلق صورة السيد حسن نصر الله وتردد بأعلى صوتها ” فداك البيت والأولاد”.

ويدل هذا الفداء على العمل المتواصل للسيد الشهيد رضوان الله عليه طيلة سنوات وبجهد كبير في تربية الجيل ودفعهم نحو طريق العشق الإلهي حتى تحرير القدس وطرد الاحتلال الغاصب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد ظهرت نتائج التبيين والتربية الروحية بأعلى تجلياتها بعد استشهاد السيد الاقدس بتماسك البيئة الحاضنة والدفاع الكبير عن جنوب لبنان حتى استسلام العدو وذهابه نحو إيقاف إطلاق النار وانكساره امام الصمود الأسطوري لإبطال حزب الله.

ويوضح الشيخ كريم عيسى من كربلاء، أن القضية التي حملها السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كانت الامتداد الأصيل لثورة جده الحسين عليه السلام، واستمد فيها روح الاستمرار من البطل المقاوم ابي الفضل العباس عليه وعلى آبائه السلام، وكان قد أسس طيلة توليه مسؤولية حزب الله العمل على حماية بيضة الإسلام وتربية الشباب بالشكل الذي يؤسس السد المنيع ويعيد الأرض المغتصبة.

ويضيف عيسى، أن من الصعب التفكير بانتهاء بيئة المقاومة فهي مثل البركان ويحركها استمرار الظلم والجور والعدوان، لذلك فإن التأسيس الذي دق إسفينه سيد شهداء المقاومة كان الجدار الذي لن ينكسر وقد شهدنا ذلك بشكل جلي خلال مواجهة ابطال حزب الله لأعتى آلة حربية لكنها انكسرت امام ايمانهم وصمودهم حتى تحقق النصر وعاد الصهيوني خائبا بلا نتائج وكذلك الامر مع غزة التي يظهر ابطالها بمشهد اسطوري أذلَّ العدو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى