سيد الشهداء قال لبنان لن يكون مستعمرة صهيونية.. لماذا ما يحدث الآن عكس ذلك؟

بقلم: بسام ابو شريف..
وزير الخارجية الاسرائيلي ادلى بتصريحات وهو في طريقه الى بروكسل ومنها سيتوجه الى واشنطن لإجراء مباحثات مع نظيره الامريكي حول مجمل الامور في الشرق الاوسط وعلى رأسها غزة ولبنان والضفة الغربية هذه التصريحات ان دلت على شيء فإنما تدل على ان ما قاله نتنياهو صحيح الى حد بعيد فلقد قال نتنياهو ان الامور تسير افضل مما كنا نحلم وذلك بفضل دعم رئيس الولايات المتحدة لاسرائيل دعما مطلقا ثم اضاف وزير الخارجية الاسرائيلي بالقول سنبقى في خمس مواقع استراتيجية لبنانية لمنع أي خطر قد يأتينا من الاراضي اللبنانية وهذه المواقع تبعد عن الخط الازرق كيلومتر باتجاهات متعددة وبعضها 380 مترا عن الخط الازرق ماذا يعني هذا الكلام يعني ان ترامب هو الذي يصدر الاوامر يقرر مصير البلدين في الشرق الاوسط ويقرر مصير البشر في الشرق الأوسط.
واضاف وزير الخارجية الاسرائيلي اننا نؤيد خطة تأييدا كاملا وهي خطة تهجير اهل غزة من اراضيهم ومنع القوافل من ادخال المنازل الجاهزة والآليات الثقيلة لإزالة الركام وانتشال جثث الشهداء وادخال المياه الصالحة للشرب لمناطق شمال غزة بعد ان دمرتها القوات الاسرائيلية تدميرا كاملا هذا بعض مما قاله وزير الخارجية الاسرائيلي وهو يتوجه الى بروكسل للقاء الاوروبيين الذين اتخذوا قرارا بمعاقبة كل من ارتكب جرائم في غزة ان في لاهاي محكمة الجنايات وهو سينزل في بروكسل ثم يغادرها لواشنطن دون ان يمسه احد ودون ان يعتقل هذا من ناحية ومن ناحية اخرى بلغ التصعيد الاجرامي وحرب الابادة التي تدور دون ان يتحدث عنها أحد او ان يدينها أحد حتى الاوروبيين الذين كانوا يدينون حرب وجرائم الابادة في غزة لم يفضحوا ما يدور في الضفة الغربية فمناطق المثلث في شمال الضفة الغربية تتعرض لحرب ابادة في المخيمات والمدن التي تحيط بها المخيمات جنين طولكرم نابلس قلقيلية وكافة البلدات المحيطة بتلك المدن وقامت اسرائيل بتشغيل آلياتها الثقيلة لتدمير البنية التحتية وحفر الشوارع كلها بحيث تصبح المدن غير صالحة للسكن وهذا جزء لا يتجزأ من المخطط الذي يستهدف ترحيل وتهجير اهل فلسطين بالقوة من بلدانهم وقراهم واراضيهم واملاكهم الى الاردن وبالرغم من ان الكلام قد وصل والرسائل قد وصلت لترامب حول رفض الدول العربية بشكل عام لسياسة التهجير ومخطط التهجير الذي تقدم بها ترامب رغم ذلك تسير عملية التهيئة للترحيل على يد الجيش الاسرائيلي سيرا متصاعدا دون ان يفتح أحد من هؤلاء فمه لا بل زاد في الامر ان ترامب قرر ان تكون الرياض هي المدينة التي يجتمع فيها مع الروس وفده الامريكي مع الوفد الروسي من اجل بحث عملية السلام في اكرانيا والمفاوضات حول ذلك والغريب ان مثل هذا الاقتراح لم يتم حول الشرق الاوسط او حول غزة او حول الضفة الغربية او حول الشعب الفلسطيني او حول الحل الذي تقول به اوروبا الآن ويقول به العرب وهو حل الدولتين ونأتي بعد ذلك للحرب التي تأتي من بعد وبشكل متصاعد وسريع وهو ما يجري في جنوب لبنان فقد اثبتت اسرائيل ان السلطة اللبنانية حكومة ورئاسة عاجزة عن فعل اي شيء في وجه قراراتها هي قراراتها في التدمير وحرق المنازل في الجنوب وتدمير ابار الارتوازية ومنع دخول السكان لقراهم ثم احتلال خمس مواقع تعتبرها اسرائيل مواقع استراتيجية لمنع اي عدوان كما تقول هي من الجنوب اللبناني على اسرائيل مستقبلا وزاد الطين بلة البيان الذي صدر عن مجلس الوزراء والذي لا يشير اطلاقا لمقاومة الشعب اللبناني للاحتلال الاسرائيلي ومحاولاته او للانتصارات التي حققتها المقاومة مع الشعب اللبناني ضد اسرائيل ومنعها احتلال وحول محاولات اسرائيل تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالحرب من خلال موافقة الحكومة اللبنانية على تمديد اتفاق وقف اطلاق النار ثم عدم الانسحاب من كافة الاراضي التي دخلتها وهذه المواقع الخمسة تعتبر مواقع استراتيجية وهامة وتقطع الطرق بين عديد من القرى وتمنع بذلك اي نوع من التحرك للمقاومة مستقبلا في هذه المناطق وبدـ النغمة في هذه الاوساط الراكعة للولايات المتحدة بدأت تلوح بانه لولا فلسطين لما دمر لبنان وان التدخل في الموضوع الفلسطيني هو الذي جلب الوبال للبنان.

ورد عليهم الرجال الشجعان الذين يعرفون ما هي اسرائيل وما هي اطماع اسرائيل ردوا عليهم بالقول لو لم يكن هنالك فلسطينيون لماذا تحتل اسرائيل ارض لبنان لان لها اطماع بلبنان لانها تريد مياه لبنان لان مخططها التوسعي يشمل لبنان ويشمل غير لبنان وها هي تتوسع وتتوغل في سوريا دون ان يردها احد كانت المقاومة اللبنانية ترد عن سوريا وترد عن لبنان بشجاعة لا مثيل لها ومنعت اسرائيل من التمدد حسب مخططها اما الآن وبعد ان جاءت هذه الحكومة التي تعتبر اهدافها اولا وثانيا وثالثا تطويق المقاومة وشطب دورها في المجتمع وعدم السماح لها بالدفاع عن لبنان واعلان مستمر ودائم بان الحكومة ترفض ما تفعله اسرائيل ولكنها لا تقوم بأي شيء لمنع اسرائيل من ان تقوم بما تقوم به الآن.
الموضوع ليس موضوع فلسطين ما في شك ان الاقصى هو موضوع لكل الامة الاسلامية ومنها الامة الاسلامية ايضا وما في شك ان تحرير فلسطين هو واجب عربي مقدس كما هو الحال مع اي ارض عربية يجري احتلالها ان الشعب العربي الذي قاوم الاحتلالات وطردها منه من هذا شعب لبنان الذي تخلص من الانتداب الفرنس وليس هذا فقط بل طرد المارينز بمقاومته الفذة والبطولية طردهم من ارض لبنان بعدما فجر فيهم مقرهم وقتل منهم من المارينز اكثر من 300 جندي وضابط.
شعب لبنان معروف انه لا يقبل الاحتلال وشعب لبنان يعلم ما يطمع اسرائيل في اراضي لبنان التي ما زال جزء منها تحتله اسرائيل وزادت عليه هذه النقاط الخمس ذات الاهمية الاستراتيجية وكل من يتحدث حول الدور الذي تلعبه الدولة الآن والجيش اللبناني دون ذكر اي شيء عن بطولات المقاومة وانها هي التي صدت الهجمات الاسرائيلية لا يريد بلبنان خيرا ابدا ولا يريد للشعب اللبناني ان يبقى موحدا في وجه العدو الذي يحتل ارضه واصبح لا بد من تحريرها مهما اتت الظروف.
من لا سرى في الافق سوى الضباب الذي يزداد عمقا هذا الضباب خلفه وضوح لن يبقى جندي اسرائيلي على ارض لبنان واذا كانت اسرائيل تهدد الذين يخشونها والذين يرتعبون من تهديداتها والذين يركعون امام ارادة ترامب كل هؤلاء لا دور لهم فيما سيجري الجيش والشعب سوف يقاتلان ويخرجان الاعداء من ارض لبنان وهل يظن رئيس الجمهورية الجديد الذي كان قائدا للجيش ان الجيش اللبناني سوف يبقى صامتا على ما تفعله اسرائيل سوف ينضم الجيش اللبناني للمقاومة وتتلاحم القوتان من اجل طرد العدو من ارض لبنان وسيطرد العدو من ارض لبنان لتتصدى كل قوى المقاومة لمنع عملية التهجير القسري والعنصرية التي تمارسها اسرائيل في غزة والضفة حتى نقضي عليها سويا ونقضي على مصادرها الصهيونية.
ان من العرب من لا يظن ان ما يجري سوف يصل الى قدميه وربما الى ذقنه مخطئ تماما فاسرائيل تشعر الآن انها مع ترامب وما فتحه لها من خزائن الولايات المتحدة التي نهبت معظمها وما تحتويه من ارض العرب 600 مليار تعطى لامريكا هكذا ومليارا لدفع رواتب الفلسطينيين تبخل بها هذه الانظمة وها هم الفلسطينيون لا يخوضون سوى النذر اليسير وتمنع المعاشات عن الاسرى وعائلات الشهداء والعرب صامتون وعندما نقول العرب نقصد الانظمة العربية لا بل يرحبون بمؤتمرات لصالح الولايات المتحدة ويدفعون للولايات المتحدة 600 مليار دولار لاستثمارها كما يرصد الامريكيون في الولايات المتحدة هذه هبة سماها ترامب ثمن الدفاع عن العائلة التي تحكم .
يا ايها العرب يا ايتها الانظمة اتقوا الله لان ما صبر عليه شعب فلسطين ويصبر عليه وما صبر عليه شعب لبنان وجنوبه تحديدا والبقاع ويصبرون عليه شيء كثير وكبير ولا شك ان الله سيقف الى جانبهم ويحميهم ويرسل ملائكته للقتال الى جانبهم.