اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

شيعة سوريا.. تهجير قسري وقتل على الهوية بيد العصابات الاجرامية

أمام أنظار منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
لم يتوقع أكبر المتفائلين بأن الأوضاع في سوريا ستكون طبيعية، بعد سقوط نظام الأسد وسيطرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على الحكم هناك، بل ذهب الكثير من المحللين الى رسم سيناريو دموي لسوريا الجديدة، خاصة مع تعدد الطوائف والمذاهب في هذا البلد، والخلفية المتطرفة المبنية على القتل لعصابات الجولاني أو ما تسمّى بهيأة تحرير الشام التي فرضتها أمريكا والكيان الصهيوني عبر تركيا، خدمة لمصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
عداء الجماعات المتطرفة للشيعة والعلويين في سوريا، يجعل هذين المذهبين أول المستهدفين، فمنذ اليوم الأول لسقوط نظام الأسد، بدأت العصابات الاجرامية بعمليات تصفية مذهبية ضد الشيعة تحت مسمّى “الأخطاء الفردية”، وسرعان ما تطورت تلك “الأخطاء” الى عمليات إبادة ممنهجة، وسط تكتم إعلامي منشغل بتلميع صورة القتلة وتصديرهم الى الرأي العام على انهم حكومة مؤيدة من الشعب السوري.
عمليات القتل والتهجير على الهوية لم تكن عبثية، بل أُعد لها سلفاً وبالتخطيط من تركيا وقطر والامارات والسعودية، لأن هذه العمليات تمت أمام مرأى ومسمع منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التي تدعي حقوق الانسان ومحاربة العنف، لكنها تغض نظرها عن هذه الجرائم، ليصبح شيعة سوريا بين ناري الإرهاب والنزوح نحو المجهول.
ويقول مصدر من داخل الأراضي السورية لـ”المراقب العراقي”: إن “الانتهاكات بحق الشيعة والعلويين في سوريا تحدث وبشكل يومي، وعمليات التصفية على الهوية، ارتفعت بشكل كبير خلال هذه الأيام”.
ويضيف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان “الشيعة يتعرضون الى التهجير القسري والقتل الممنهج، وأية مناشدة أو مقطع فيديو يظهر على وسائل الاعلام أو التواصل الاجتماعي يتحدث عن تلك الجرائم، سيكون مصير صاحبه القتل”.
وأشار الى ان “يوم أمس الأول، شنت جماعة الجولاني، حملة اعتقالات طائفية في حمص استهدفت أحياء العلويين والشيعة، وتم اعتقال عشرات الشباب ولغاية الآن مصيرهم مجهول، مبيناً: ان أغلب العوائل بدأت تنزح الى مناطق الساحل أو نحو لبنان”.
وتظهر العشرات من مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، عمليات التصفية الطائفية التي يتعرض له الشيعة في سوريا، إذ يعيشون تحت تهديد الجماعات الإرهابية التي تعتبرهم “كفاراً” وأعداءً، وفي المقابل، تظهر مقاطع أخرى، حجم المعاناة التي تتكبدها العوائل النازحة في العراء، بعد ان هربوا من جحيم الاجراميين، فهم يعيشون دون ماء أو مأوى يحميهم من برد الشتاء، ولا يعرفون مصيرهم الى أين يتجه.
ويتواجد الشيعة السوريون في بضع قرى وبلدات في محافظة أدلب مثل الفوعة وکفریا وكذلك في بعض قرى حلب مثل نبل والزهراء، أما في محافظة حمص، فيتواجد الشيعة ضمن مدينة حمص بالإضافة إلى نحو 56 قرية وبلدة مثل: الغور الغربية، الدلبوز، أم العمد، جنينات وغيرها، وهم من السكان الأصليين لسوريا، لكنهم اليوم يتعرضون لأبشع الجرائم على يد العصابات الاجرامية.
وحول الموضوع، يقول المحلل السياسي جمعة العطواني، إن “ما يحصل في سوريا من عمليات تهجير وقتل طائفي يمثل حقيقة المشروع الأمريكي الصهيوني التركي داخل سوريا، مبيناً: انه لا يمكن ان تنزع هذه الجماعات جلبابها التكفيري، وان ارتدت ثياباً غربية”.
وأضاف العطواني لـ”المراقب العراقي”: أن “هذه الجرائم لن يتم السكوت عنها، وسيدافع العلويون والشيعة عن وجودهم في سوريا، كما يفعل الدروز وغيرهم من الطوائف، مبيناً: ان سوريا لن تستقر ما دامت تلك الجماعات التكفيرية هي المتسلطة على الحكم”.
وأوضح: ان “الجماعات المتطرفة لا يمكنها الاختباء خلف أقنعة مزيفة، لأنها سرعان ما ستنكشف عبر عمليات القتل والتهجير لجميع الطوائف التي تخالف الفكر الاجرامي الذي تنتهجه هذه الجماعات”.
وأشار الى ان “هذه العقليات المتطرفة لا يمكن ان تحكم أي بلد، دون ان تسفك الدماء وتنتهك الحرمات، لأن عقيدتها ملوثة ومبنية على القتل والدم، منوهاً الى انه وبدون أدنى شك سينتفض الشيعة في العالم، للدفاع عن مقدساتهم وأبناء مذهبهم، إذا لم توقف تلك العصابات اجرامها”.
وبيّن العطواني، انه “في سوريا كانت تعيش جميع المكونات بسلام وأمان، منوهاً الى ان الغرض من هذه الممارسات هو خلق اقتتال طائفي داخلي، وبعدها تأتي أمريكا كحمامة سلام لتقسيم سوريا على أسس عرقية وطائفية، وهو ما يمثل أساس مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ينادي به نتنياهو”.
الملفت بالموضوع بأن منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي ووسائل الإعلام، لا تتحدث عن تلك الجرائم، أو قد لا تصنّفها ضمن عمليات الإبادة والتطهير العرقي، في حين انها أعطت كل جهدها للكشف عن جرائم نظام بشار الأسد وتزييف الحقائق، كي تزيد الاحتقان والنزاعات بين ابناء الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى