اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

العسكري يبعث رسالة تهديد شديدة اللهجة لتاجر “الماريجوانا” ويُذكّره بمصير من سبقه

التواصل السياسي مع “سافايا” خيانة


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
منذ اعلان ترامب تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً له في العراق، والشكوك تثار حوله، إذ وضع تعيينه علامات استفهام كثيرة حول نوايا ترامب من وراء استخدام شخصية عليها الكثير من المؤشرات، سيما إدارته متجر “ليف آند باد” للماريجوانا في منطقة ديترويت الأمريكية، إضافة الى افتقاره للخبرة في مجال العمل السياسي والدبلوماسي، وهو ما زاد الانتقادات حول تعيينه والدوافع التي يريد تحقيقها الرئيس الأمريكي في العراق خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التطورات والمنحدرات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
كل هذه المؤشرات تحتم على الطبقة السياسية الحاكمة في العراق بجميع أطيافها ومكوناتها، الحذر من التحركات الخطيرة لسافايا ودوره المريب في البلاد، وهو ما يدعوهم أيضاً الى عدم التواصل معه بأي شكل من الأشكال، خاصة سياسيي الكتل الشيعية المستهدف الأول والرئيس في العراق من قبل الإدارة الأمريكية، على اعتبار ان جمهورهم يمثل المقاومة الإسلامية الرافضة للوجود العسكري الأجنبي في العراق.
تحركات سريعة ولقاءات كثيرة قام بها سافايا منذ توليه منصب مبعوث ترامب، إذ التقى عدداً كبيراً من سياسيي الصف الأول في البلاد، إضافة الى حديثه الدائم عن التغيير في العراق واستهداف المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي تحت ذريعة سحب نزع سلاح المقاومة، وما يثير المخاوف فأن أكثر اللقاءات تمت بسرية أو خرجت ببيانات مغايرة الى ما تم بحثه، وهو ما يصنف في خانة العمالة والخيانة للوطن بحسب ما يفسره مراقبون.
رسالة شديدة اللهجة وجهها المسؤول الأمني في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الحاج أبو علي العسكري، حذر فيها سافايا، واصفاً تعيينه بأنها خطوة تأتي سعياً وراء “مكاسب ضيقة” في ظل ظرف إقليمي وصفه بـ”البالغ التعقيد” تمر به المنطقة.
وذكر العسكري في بيان تلقته “المراقب العراقي”، أن “الشاب المغمور مارك سافايا، الفارق في السلوكيات المنحرفة، عيّنه ترامب مبعوثاً له إلى العراق، سعياً وراء مكاسب ضيقة في ظرف إقليمي بالغ التعقيد تمر به المنطقة.
وأشار العسكري في البيان، “لتفهم أيها النزّق وسيدك الأحمق، أن العراق أكبر منكم؛ فهو بلد انهارت على عتباته أعتى الإمبراطوريات عبر مرّ التأريخ، وتهاوى فوق ترابه جيشكم المحتل، حتى غدا قادته الكبار من أمثال كيسي وبترايوس وأوديرنو أضحوكة للتأريخ، وعلى أيدي رجاله سحقت صنيعتكم الإجرامية داعش، واندحرت أوهامكم وهماً تلو الآخر، فلن تبلغوا مآربكم الخبيثة في عراق المقدّسات، فذلكم وعد حق، (وذلك وَعْدُ غَيْرُ مَكَذوب)”.
وبيّن، ان “كتائب حزب الله لن تتصدى لك، ففتية من هذا الشعب الغيارى يكفون، وهم كفيلون بأن يعيدوك صاغراً إلى حيث الانحطاط وتجارة الخمور والمخدرات”.
وتابع العسكري، ان “الأجدر بالسياسيين والشخصيات العراقية، لا سيما من ارتدى منهم عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن يتجنبوا التواصل مع هذا الخائن للعراق، وإلا فإن الشعب سيعاملكم بوصفكم خونة وأدوات بيد المجرم ترامب”.
ويبدو ان الفشل العسكري، والخوف من عودة استهداف قواعد أمريكا في العراق من قبل المقاومة الإسلامية، دفع ترامب الى استخدام حيل أخرى للتغلغل في الأوساط العراقية، وبالتالي عين مبعوثاً جديداً لإكمال مهمة واشنطن ومصالحها في العراق.
ويقول المحلل السياسي والمقرب من الإطار التنسيقي عائد الهلالي لـ”المراقب العراقي”: إن “أمريكا لديها خطط وأهداف جديدة في العراق، وهو ما يبين سبب التحركات الأخيرة والزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكان الى العراق”.
وأضاف، ان “الكتل السُنية والكردية ليست لديها فيتو على وجود سافايا في العراق، وبالتالي فأن الرفض يأتي من الكتل الشيعية، وهي الأخرى ليست جميعها ترفض وجوده وتحركاته في العراق”.
وأثار قرار تعيين سافايا مبعوثاً لترامب داخل العراق، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية العراقية، حيث يُنظر إليه كدلالة على توجه أمريكي جديد للتعامل المباشر مع الملف العراقي، بعيداً عن القنوات الدبلوماسية المعتادة.
ويرى مراقبون، ان مهمة سافايا في العراق تتركز على ثلاثة محاور رئيسة أولها، العقود النفطية العراقية، حيث من المتوقع أن يتم التركيز على إدخال الشركات الأمريكية وتعزيز العلاقة الإستراتيجية في مجال النفط والغاز، والتحريض ضد سلاح المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، إضافة الى الامتداد الصيني في العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى