جاس‑313.. مسيرة إيرانية بتقنيات فريدة مزوّدة بمحرك نفاث

تمتلك الجمهورية الإسلامية، ترسانة ضخمة من الطائرات المُسيرة التي جعلتها في مصاف الدول المتقدمة بهذا المجال، الأمر الذي يدفعها الى تطوير امكانياتها ومواكبة التقدم التكنولوجي بصناعة الدرونات.
وتعتبر الطائرة المسيّرة جاس‑313، نسخة مصغّرة من طائرة كانت قد طوّرتها قوات الجو‑الفضاء الإيرانية، وهي من عائلة “قاهر“، وتمتاز بتقنيات فريدة تجعلها مختلفة عن سابقاتها، كما انها مزوّدة بمحرك نفاث يمنحها قدرةً على الإقلاع والهبوط من مدارج قصيرة لا تتجاوز 200 متر، سواء على حاملات الطائرات المسيّرة أو على السفينة “الباقري” التي دخلت الخدمة مؤخراً.
والطائرة الجديدة تؤدي مهاماً مزدوجة بين الاستطلاع والهجوم، أي أنها من فئة “الاستطلاع المسلح”، إذ يمكنها رصد الأهداف المعادية في عرض البحر والتأكّد من هويتها ومن ثم تدميرها. وأشار إلى أن أسلحتها محلية الصنع، وأنها تتمتع ببصمة رادارية منخفضة جداً تجعل اكتشافها عبر الرادار أمراً بالغ الصعوبة.
وتتميز جاس‑313 أيضاً بإمكانية الإقلاع والهبوط المتكرّر بعد تنفيذ الضربات، وبقدرتها على حمل أسلحة دقيقة محلية التصنيع، مما يمنحها استقلالية كبيرة في تأمين القطع البحرية أثناء تنفيذ مهامها في أعماق البحار.
ويشير خبراء الى أن المسيّرة تستطيع تأمين مظلة جوية لمدة تصل إلى 60 دقيقة لرصد أي أهداف بحرية معادية، وأنها تنقل الصور الجوية والمعلومات في الوقت الحقيقي إلى غرف القيادة في السفن القتالية. وتُدار المسيّرة من خلال منظومة اتصالات معقدة تربطها مباشرة بمراكز العمليات البحرية، مؤكدين، ان جاس‑313 صُممت خصيصاً لتعمل من على حاملة المسيرات النفاثة “الشهيد باقري”.
كما يوضح الخبراء، أن الجمع بين هذه الطائرة والحاملة يمنح الأسطول البحري الإيراني، قدرة عالية على تحديث المعلومات الميدانية بشكل لحظي سواء في أجواء العمليات أو الظروف الطبيعية، مضيفين، أن الطائرة قادرة على اكتشاف التهديدات والتعامل معها فوراً، كما توقعوا، أن تطور إيران المدى وقدرات الحمولة لهذه الطائرة في المراحل القادمة، لتصبح أكثر كفاءة في عمليات الاستطلاع المسلح.
هذه المنظومة ليست الوحيدة من نوعها، إذ إن حاملة المسيرات يمكنها حمل من 60 إلى 70 طائرة مسيّرة، وربما تصل إلى 100 طائرة من أنواع متعددة. وتعد الطائرة جاس‑313 بمثابة “عين القيادة” التي تتيح متابعة ما يدور في محيط العمليات البحرية أثناء تحرك الأسطول.
وتفتح هذه الطائرة آفاقاً عملياتية جديدة للبحرية الإيرانية، كونها تمثل أنموذجاً للتكامل بين الاستخبارات وجمع المعلومات واتخاذ القرار والعمليات القتالية، إضافة الى انها تستطيع جمع المعلومات وتحليلها فوراً خلال تنفيذ المهام، وإذا لم تتمكن من تدمير الأهداف بنفسها، فإنها تزود غرف العمليات بالبيانات الدقيقة التي تتيح توجيه الضربات اللاحقة من الوسائل المناسبة.
وتشكل جاس‑313، رغم صغر حجمها، حلقة وصل متقدمة بين الاستطلاع والضرب، وتمنح البحرية الإيرانية، قدرة أعلى على كشف التهديدات والتعامل السريع معها، مؤكداً، أن تطوير هذه الطائرة يمثل خطوة كبيرة في تعزيز القدرات العملياتية للأسطول الإيراني.



