الحشد الشعبي يمد يد الإنقاذ إلى مستشفى الرشاد

بعد تداول صور مأساوية للمرضى
المراقب العراقي / يونس جلوب العراف…
يُعد مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية في بغداد من أكبر المستشفيات حيث يستقبل مختلف الحالات النفسية والعقلية ومن جميع محافظات العراق ولكلا الجنسين، وشعبيا يطلق عليه مسمى “الشماعية” الذي كان الإهمال هو السمة الملازمة له.
وبين جدران هذا المستشفى يعيش المرضى أيامهم وسط ظروف صعبة تفتقد لأبسط مقومات الرعاية الإنسانية، غرف مكتظة، نقص الخدمات الأساسية، وغياب الدعم، جعل من حياتهم اليومية، معركة صامتة تتطلب تدخلًا عاجلًا لإعادة الأمل والكرامة.
وفي خطوة إنسانية عاجلة، أعلن الحشد الشعبي عن البدء بتأهيل المستشفى، لتوفير بيئة صحية آمنة وإعادة الحياة إلى المكان الذي يحتاج إليه المرضى أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الهيأة في بيان رسمي، إن” رئيس أركان الحشد، الحاج أبو فدك، وجّه مدير الجهد الخدمي، أحمد عباس المالكي، بالإشراف على أعمال التأهيل وإعادة تأهيل المستشفى، لتقديم الرعاية اللازمة للمرضى.
وأكدت الهيأة، أن” الكوادر ستباشر عملها بدءاً من اليوم الاربعاء، في خطوة تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والصحية للمراجعين” .
وأكد مسؤولون في الهيأة، أن المشروع يركز على تهيئة بيئة آمنة ونظيفة، وتوفير الرعاية النفسية والطبية اللائقة لكل مريض، إلى جانب تأهيل البنية التحتية للمستشفى وتجهيز الغرف والمرافق الأساسية.
وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تردي أوضاع المرضى، الذين يعيشون في غرف مكتظة وبيئة غير صحية، ما أثار استياء المتابعين ودعوات عاجلة للتدخل وإعادة تأهيل المستشفى.
وقال المواطن سعد محمد: إنّ “وضع المستشفى حاليا لا يسُرُّ، ففي آخر زيارتي لأخي الراقد هناك لم يعد قادراً على استيعاب مرضى جدد فالأعداد كبيرة، والغرف المخصصة لأربعة مرضى أو خمسة، باتت تحوي ثمانية وهذا أمر لا تتناوله الجهات الصحية في وسائل الإعلام على الرغم من أحقية الراقدين بالرعاية والاهتمام المناسبين “.
وأضاف : إن “مستشفى الرشاد ومنذ سنوات يعاني الإهمال وقلة الكوادر الطبية والخدمات والعلاجات والمستلزمات المطلوبة للحالات التي يستقبلها، فضلاً عن اعتماده في بعض الاحيان على المتبرّعين لتوفير احتياجات مرضاهم، والحمد لله أن يد الحشد الشعبي قد امتدت الى هذا المستشفى من أجل إنقاذه من واقعه البائس، وهي خطوة مباركة تنِمُّ عن حرص مجاهدي الفتوى المباركة على الاهتمام بجميع شرائح المجتمع ،ولذلك لا غرابة في تنفيذ حملة إعمار المستشفى المذكور فهم الأحرص على سلامة الجميع”.
على الصعيد نفسه قال المواطن علي عباس :إن “وزارة الصحة قد أشارت في العديد من المرات إلى أنّها لا تملك الأموال الكافية لبناء مستشفيات متخصصة بالأمراض النفسية على الرغم من المطالبات بضرورة توفير مستشفيات خاصة بهم ، وأنا أرى أن” خطوة هيأة الحشد الشعبي بإعمار مستشفى الرشاد تعكس مدى الانسانية التي تملكها هذه المؤسسة المجاهدة”.
وأوضح : أنّ “زيادة أعداد المرضى يراها المسؤولون في المستشفى أمرا طبيعيا على الرغم من أن المرضى الجدد يُضافون إلى مرضى آخرين لم يُعالجوا ،لكن الحقيقة الخافية هي أن المخاطبات بين المستشفى ووزارة الصحة الخاصة بتوسعة وإعمار الردهات لم تسفر عن استجابة، ونتمنى أن تكون خطوة هيأة الحشد الشعبي الموفقة سببا لتشجيع الوزارة على إعمار المستشفى وفتح مستشفيات في أماكن أخرى “.



