اخر الأخبارطب وعلوم

الصين تعلن عن دخول رادار “صائد الفوتون” للخدمة

تواصل الصين تطوير قدراتها العسكرية، لمواجهة التحديات التي تحيط بها، فقد أعلنت بكين عن دخول رادار “صائد الفوتون” الكمومي حيز الخدمة، وهو عبارة عن قطعة معدنية صغيرة تحمل في قلبها قدرة على قراءة الضوء كما يتتبع المحقق آثار الجريمة بدقة متناهية.

وتم تصميم الطائرة الشبحية لتقترب من حدود الاختفاء، لتسافر في السماء بثقة، حيث يعجز معظم الرادارات التقليدية عن كشفها. الشكل المميز والطلاء المعدني العاكس يقللان البصمة الحرارية للطائرة بشكل شبه كامل، وهذه البصمة هي التي تعتمد عليها الرادارات في استشعارها بالأشعة تحت الحمراء. لكن هذه الأشعة منخفضة الطاقة نسبياً، ويمتصها الجو بسرعة، ومع زيادة المسافة، تصبح الفوتونات المنبعثة إلى المستشعر شبه معدومة.

وابتكر المختبر العسكري الصيني رادارًا فريدًا قادرًا على تضخيم الإشارة بمعدل يصل إلى 6000 ضعف. يتميز الرادار بصغر حجمه بحيث يمكن إخفاؤه داخل سيارة أو فوق الأسطح وبين المباني، مع القدرة على مسح دائرة نصف قطرها 300 متر خلال ثوانٍ قليلة وفي جميع الظروف الجوية. الأهم من ذلك، أن النسخة المخصصة للمقاتلات الصينية الحديثة مثل J-20 تمكّنها من كشف مقاتلات F-22 والقاذفات الأمريكية من مسافة تصل إلى 100 كيلومتر.

ويرى مختصون في مصانع الطائرات وغرف التخطيط الاستراتيجي أن هذه “العين الكمومية” الصينية ستضع نهاية للشعور بالأمان الذي توفره الطائرات الشبحية التقليدية، وقد تضطر المصانع لإعادة تصميم الأجنحة أو تعديل ميزان الحماية. بعض المحللين ذهب أبعد من ذلك، معتبرين أن الصين قد تجبر القوى العسكرية الأخرى على إعادة التصميم وإعادة الصناعة بالكامل.

في المقابل، هناك من يخفف من تداعيات هذا الابتكار، مستندين إلى الفجوة الكبيرة بين المختبر وساحة المعركة. ومع ذلك، فإن اختراعًا واحدًا وإعلانًا واحدًا قد يعيد رسم خطوط المواجهة العالمية، ويفتح عهدًا جديدًا تتلاشى فيه الأسرار وتولد أسرارا جديدة، حيث تتحدى قوة الضوء المدمرات العسكرية في سباق التكنولوجيا والمعرفة.

ويُعد هذا الجهاز أول كاشف فوتوني فردي رباعي القنوات فائق الضوضاء في العالم، وقادر على اكتشاف جسيم واحد من وحدة الطاقة، ويطوره مركز أبحاث تكنولوجيا هندسة المعلومات الكمومية في مقاطعة آنهوي. وتعتمد الطائرات الشبحية على طلاء خاص وتصميم داخلي لتقليل البصمة الرادارية، لكن الفوتونات الكمومية تغير خصائصها عند اصطدامها بالهدف، مما يجعل الإشارات الزائفة للطائرة غير فعالة. وعند وصول الفوتونات العائدة إلى الرادار، يتم تحليلها لتحديد موقع الطائرة وخصائصها بدقة عالية.

الرادار الكمومي يستهلك طاقة أقل، ويمكن نشره على منصات متعددة، ويعتمد على التشابك الكمومي للفوتونات، حيث يُرسل فوتون نحو الهدف ويُحتفظ بالآخر محليًا، وتُقارن التغييرات الكمومية لتحديد موقع الهدف وخصائصه حتى في ظروف التشويش أو للطائرات الشبحية.

وبدأ تطوير الرادار الكمومي في الصين عام 2008 بناءً على نظرية “الإضاءة الكمومية”، وأعلن عن أول نموذج عملي في 2016 قادر على كشف أهداف على بعد 100 كيلومتر. في 2025، دخل الإنتاج الجماعي لكاشف فوتون فردي رباعي القنوات المعروف بـ”صائد الفوتونات”، الذي يقلل الضوضاء بنسبة 90% ويعمل عند -120 درجة مئوية، ما يمكّنه من التقاط الإشارات الضعيفة جدًا. التحديات الحالية تشمل الحاجة إلى بيئات مختبرية منخفضة الحرارة للحفاظ على التماسك الكمومي، والتأثر بالضوضاء الجوية، والحاجة إلى ذاكرة كمومية متقدمة للتطبيقات العملية.

ويمتد استخدام الرادار الكمومي إلى شبكات الاتصال الكمومية، والتصوير الطبي الحيوي، والاستكشاف الفضائي العميق، وتقنيات الليدار عالية الدقة، ما يعزز الاستقلالية التكنولوجية الصينية. يتميز الرادار بقدرته على كشف الطائرات الشبحية الأمريكية، مقاومته للتشويش، استهلاكه المنخفض للطاقة، دقته الأعلى بنسبة 20% مقارنة بالرادارات التقليدية، ونطاق كشف يتجاوز 100 كيلومتر، بالإضافة إلى قدرته على رصد الغواصات تحت الماء واستخدام الملاحة الكمومية دون الاعتماد على GPS.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى