صراع المستورد والمحلي يرفع بورصة “بيض المائدة”

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
شهد العراق خلال السنوات الأخيرة عددا من المحاولات الحكومية لدعم قطاع الدواجن والبيض بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في السوق المحلية ،لكن بعض القرارات التي تصدرها وزارة الزراعة بِشأن استيراد المواد تتسبب بأزمة ارتفاع الأسعار، وآخرها أسعار البيض الذي أظهر جدلا واسعا بين من يرى فيه خطوة ضرورية لتعزيز الأمن الغذائي، وبين من يعده سبباً برفع الأسعار وزيادة الأعباء على المواطنين ، لكن الواقع على الارض يؤكد أن البيض يصبح بسعر مناسب إذا توفر بنوعيه المحلي والمستورد فإنْ غاب أحدهما ارتبكت معادلات بيعه في السوق المحلية.
الأسواق خلال سنوات خلت ، كانت تعتمد بشكل واسع على الاستيراد ،لذلك فإن وجود المحلي والمستورد يتيح الاكتفاء، ولذلك فأن الجميع يقف مع أي قرار حكومي يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي ،لكن ليس بإيقاف كلي للمستورد .
قبل أيام أكدت وزارة الزراعة، أن ارتفاع أسعار البيض جاء نتيجة إيقاف الاستيراد مؤقتاً وإنها تعمل على تحقيق الاستقرار في أسعاره لكن الذي حدث هو الاستمرار في الارتفاع نتيجة عدم وجود حل واقعي يضمن عودة الاسعار السابقة وهو ما جعل المواطنين يرفعون أصوات الشكوى من هذا الوضع الذي يجبرهم على شرائه بأسعار عالية.
وقال المواطن جميل ناظم : إن “الأسواق المحلية في أغلب محافظات العراق شهدت ارتفاعاً كبيرا في أسعار بيض المائدة والغريب أن وزارة التجارة تبرر ذلك بزيادة الطلب المحلي مع بداية موسم الشتاء لكن الحقيقة أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البيض ، عقب قرار الحكومة إيقاف الاستيراد”.
وأضاف أن ” وزارة الزراعة، تقع عليها مسؤولية متابعة السوق بشكل مستمر ومعالجة أي ارتفاع غير مبرر عن الحد المطلوب، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة، ومنها فتح استيراد بيض المائدة عند الحاجة، إضافة إلى توجيه مشاريع الدواجن بطرح كامل إنتاجها في السوق لضمان وفرة المادة حتى نتجاوز الاستمرار في الازمة.
وتابع : إن” الأيام الماضية قد شهدت قيام عشرات التجار بالاحتجاج أمام وزارة الزراعة لرفض قرار منع استيراد الدجاج والبيض حيث إن غياب المنافسة الخارجية بعد قرار الإيقاف فسح المجال أمام بعض التجار والوسطاء للتحكم بالأسعار ورفعها بشكل يفوق الكلفة الحقيقية للإنتاج وهو ما انعكس سلبا على السوق المحلية بينما المستوردون وقفوا على خط الحرمان من رزقهم “.
على الصعيد ذاته قال المواطن هشام أحمد : إن” الإجراءات الحكومية التي كانت تهدف إلى تحقيق استقرار أسعار بيض المائدة في الأسواق المحلية وحماية المستهلك قد تسببت بارتفاع الاسعار.
وأضاف : إن “الحل يكمن في تشديد الرقابة على السوق وضبط الحلقات الوسيطة، مع تقديم دعم مباشر للمربين وتخفيض تكاليف الإنتاج، بما يضمن حماية المنتج الوطني والحفاظ على استقرار الأسعار للمستهلك، لذلك تحتاج وزارة الزراعة أن تنسق مع الأجهزة الأمنية، بما فيها جهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية، لمراقبة المحتكرين من التجار والمضاربين الذين يؤثرون في استقرار الأسعار ، هذا أولا وثانيا فتح الاستيراد لتحقيق التوازن بين مصلحة المواطن ودعم الصناعات الوطنية”.
ولفت إلى أن “هذه الزيادات الحالية في أسعار البيض تسببت بضغوط من أجل دفع الحكومة لإعادة فتح باب الاستيراد بشكل جزئي وليس كليا لإنجاح خطط البلاد في تحقيق الاكتفاء الذاتي فالموازنة بين الحالتين مطلوبة من أجل تجاوز الازمة الحالية وإعادة الاسعار الى وضعها الطبيعي”.



