اخر الأخبارالاخيرة

فن الخشب والحجر ينبض في معرض كركوك

في قلب المعرض العراقي المصري وسط محافظة كركوك، تبرز زاوية صغيرة لا تلفت الانتباه بالإضاءة لكنها تشد الزوار بوهج مختلف، هناك يقف جاسم الهاشمي القادم من كربلاء، الستيني الذي قطع حوالي 500 كيلومتر ليعرض إرثًا حمله بين يديه أكثر من أربعة عقود.

الهاشمي ليس مجرد حرفي، بل قصة طويلة من الوفاء لمهنة يعتبرها عمرًا ثانيا، خلف طاولته تنتشر قطع خشبية محفورة بأسماء وزخارف عربية، وأحجار متنوعة حَوَّلها بإزميله إلى لوحات مصغرة تمزج بين الصبر والفن. كل قطعة تحكي رحلة فنان عاش بين الخشب والنار والألوان.

ويقول الهاشمي إن” مشاركته في المعرض ليست مجرد بيع، بل لإحياء الذاكرة الفنية وحماية المهن التي تكاد تندثر، ولتعريف الجيل الجديد بفن يمتد إلى حضارات وادي الرافدين”.

 الطريق الطويل لم يكن عائقاً أمام شغفه، ورغم تجاوزه الستين، يعمل بدقة الشاب وحيويته، يعرض القطع ويشرح أنواع الخشب وعمق الحفر وساعات العمل والأدوات المستخدمة”.

يعتمد على خشب الجزورين والسدر والجوز لما يتمتع به من صلابة وقدرة على إبراز أدق التفاصيل.

ويقول إن “نصف العمل اختيار الخشب والنصف الآخر صبر، فكل قطعة تحتاج ساعات وأحيانًا أيامًا لإكمالها”.

في زاويته يقدم الهاشمي قطعًا صغيرة للميداليات والديكورات وقطعًا أكبر للبيوت والمكاتب، تمزج بين الطابع التقليدي واللمسات الحديثة، إلى جانب الخشب، يعرض الحفر على الأحجار، وهو فن نادر يحتاج مهارة مضاعفة لاستخراج الجمال من كتلة صمّاء، مستخدمًا أحجارًا من كربلاء ومحافظات أخرى ليصنع قطعًا فريدة تعكس صبره وشغفه بالفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى