اخر الأخبارطب وعلوم

الصين تحرز تقدماً في بناء حاملة طائراتها الرابعة

تواصل بكين عمليات بناء حاملات طائرات جديدة متطورة، إذ تشير صور حديثة من حوض بناء السفن في داليان إلى أن الصين تُحرز تقدمًا كبيرًا في بناء حاملة طائراتها الرابعة، المعروفة باسم “النوع 004”. ويبدو أن مكوّنات بارزة ظهرت على هيكل السفينة تدل على إمكانية تجهيزها بدفع نووي.

وتُعدّ حاملات الطائرات النووية ذات أهمية كبرى للجيوش العالمية، إذ تُوفّر قدرة تحمُّل لا مثيل لها، وقوةً فائقة، واستجابةً سريعةً عبر محيطات شاسعة. وقدرتها على مواصلة العمليات عالية الوتيرة دون الحاجة إلى التزود بالوقود تجعلها أصولاً استراتيجية.

وتشتعل المنافسة الشديدة حاليا بين أمريكا والصين على امتلاك حاملات الطائرات، وقد ظهرت هذه المعطيات بعد وقت قصير من دخول حاملة “فوجيان” الخدمة، وهي أول حاملة طائرات محلية الصنع بالكامل في الصين.

وتعرض الصور هيكلًا يُشبه هيكل احتواء المفاعل في حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة، ما يعزز الاعتقاد بأن الدفع النووي سيكون جزءًا من تصميم الطراز 004. ورغم ذلك، تبقى بعض الاحتمالات التقنية قائمة، مثل أن تكون الوحدة اختبارية أو خاصة بسفينة أخرى، لكن هذه الاحتمالات تُعتبر أضعف مقارنة بفرضية الدفع النووي.

وتأريخيًا، تُظهر التصاميم السابقة للنوع 004 تشابهًا مع حاملة فورد الأمريكية والحاملة الفرنسية المستقبلية من الجيل الجديد، وكلاهما تعملان بالطاقة النووية.

وقد أشار تقييم البنتاغون الأخير للقوة العسكرية الصينية إلى أنّ “الجيل القادم من الحاملات” سيتميز بقدرة تحمّل أكبر، ما يدعم احتمالية وجود نظام دفع نووي رغم عدم ذكره صراحةً.

وفي آذار 2024، أكد مسؤولون صينيون بدء بناء الحاملة الرابعة، دون الإفصاح عن نوع الدفع. وقد سبق ذلك ظهور أدلة على نموذج أولي لمفاعل نووي مناسب لسفينة سطحية كبيرة، في منشأة تُعرف باسم مشروع “دراغون مايت” بمقاطعة سيتشوان.

ومن شأن الدفع النووي أن يمنح الحاملة مدى عملياتيًا غير محدود تقريبًا، بالإضافة إلى توفير طاقة كبيرة لتشغيل أنظمة الاستشعار والمعدات الإلكترونية المعقدة. كما سيقرّب الصين من قدرات البحرية الأمريكية، ويجعلها الدولة الثانية بعد فرنسا التي تشغّل حاملة طائرات نووية خارج الولايات المتحدة.

وكشفت صور الأقمار الصناعية منذ مايو 2024 أن بناء أجزاء من سطح الطيران بدأ بالفعل، وظهر بوضوح وجود خنادق خاصة بمنجنيقات الإطلاق، ما يدل على أن الطراز 004 سيضم 4 منجنيقات، اثنتان على الخصر واثنتان على القوس، مشابهًا لترتيب فئتي نيميتز وفورد الأمريكيتين، وأكثر تطورًا من طراز 003 الذي يمتلك ثلاثة منجنيقات فقط.

وسيكون الطراز 004 مختلفًا جذريًا عن الحاملتين السابقتين لياونينغ وشاندونغ، اللتين تعملان بنظام الإقلاع القصير والاستعادة المتوقفة (STOBAR). وعلى غرار فوجيان، سيستخدم الطراز 004 نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي (EMALS)، وهو تقنية أمريكية متقدمة تمنح قدرة أفضل على إطلاق الطائرات الثقيلة.

من المرجح أن يضم الجناح الجوي للطراز 004 طائرة الشبح J-35، وإصدارات مطوّرة من مقاتلة J-15، بما في ذلك نسخ للحرب الإلكترونية.

كما يُتوقع أن تحمل الحاملة طائرات إنذار مبكر KJ-600، وطائرات مُسيّرة قتالية مثل GJ-11، إضافة إلى مروحيات متعددة المهام.

وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن الصين ربما تعمل أيضًا على حاملة طائرات أخرى تعمل بالطاقة التقليدية في حوض جيانغنان بشانغهاي، وهو الحوض الذي بُنيت فيه فوجيان.

وقد يكون هذا المشروع نسخة محسّنة من طراز 003، ما يعكس استراتيجية صينية لبناء أسطول متنوع من الحاملات النووية والتقليدية معًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى