اخر الأخبارثقافية

“شجرة البنات”.. هوس الشر حين يجابه الناس دون وجه حق

المراقب العراقي / المحرر الثقافي..

‏يُعد إبراهيم سبتي واحدا من الروائيين الذين لهم حضور كبير في الساحة الأدبية عبر العديد من الروايات التي كتبها منذ تسعينيات القرن الماضي الى يومنا هذا ونتيجة لإبداعه الكبير تناول نتاجه الكثير من النقاد الذين أثنوا على موضوعاته ولعل روايته الأخيرة  التي تحمل عنوان “شجرة البنات” والتي صدرت حديثًا عن دار الشؤون الثقافية العامة تندرج في هذا الاطار حيث تتناول الواقع العراقي والظروف الصعبة التي مر بها العراقيون، وتنقسم إلى سبعة أبواب تعكس مراحل مختلفة عاشها المجتمع وفيها يوجد هوس الشر حين يجابه الناس دون وجه حق.

 وللاحتفاء بهذه الرواية سيقيم نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة نقدية حولها ، يشارك فيها عدد من النقاد والدارسين.

‏الجلسة ستقام في الساعة الحادية عشرة من صباح السبت المقبل على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء وسيديرها الروائي خضير فليح الزيدي الذي قال في تصريح خص به ” المراقب العراقي”:إن ” رواية “شجرة البنات” هي من الروايات التي تغوص في النفس البشرية المحترقة من العذابات التي كان يعيشها المواطن العراقي في ظل الحروب والحصار والصعوبات التي تواجهه نتيجة ذلك”.

وأضاف: إن” نادي السرد في اتحاد الأدباء قرر الاحتفاء بهذه الرواية وبكاتبها إبراهيم سبتي الذي يُعد من الكتاب الذين كتبوا العديد من الروايات والقصص التي تهم العراقيين من ناحية كونها من يومياتهم وأحزانهم المستمرة “.

وتابع : إن” الكثير من النقاد لم ينصفوا كتابات إبراهيم سبتي الذي يمتلك تجربة روائية تستحق الوقوف عندها بمزيد من التأمل والكتابة عنها من أجل إنصافه نقديا ولعل جلسة السبت ستكون اولى الخطوات بهذا الاتجاه”. 

من جهتها قالت الأديبة زينة عبد القادر منصور في قراءة خصت بها ” المراقب العراقي”: إن” رواية “شجرة البنات”تمثل جانباً من هوس الشر حين يجابه الناس دون وجه حق ، انه الاستحواذ غير المبرر لكل شيء ما دامت هناك قوة غاشمة في السر أو العلن تجسدها الافعال الدنيئة .. هذا محور رواية” شجرة البنات ” الصادرة مؤخرا (2025)  للروائي ابراهيم سبتي عن دار الشؤون الثقافية العامة وهي الرواية العاشرة له ، تقع الرواية بواقع 130 صفحة “.

وأضافت: في الرواية نرى الأيام تسير محملة بالتهديد الذي لا ينتهي و كأن البيت نفسه ( المتنازع عليه ) يرتجف خوفاً من وقع خطوات الغرباء السرية احياناً والذين يحوكون بخبث المؤامرات للاستحواذ عليه، فالتزوير حاضر في الاوراق الرسمية مصحوبة بالوعيد والتخويف مع زيارات ليلية متكررة تفوح منها رائحة الشر والشبهات ، وكلها تهدف وبدون حق إلى اقتلاع العائلة من جذورها في بيتها الذي تركه لها الجد، ودفعها نحو التشرد والضياع وهم لا يعرفون لغة المكائد والدسائس والمصائد”.

 وأوضحت أن” الأب في الرواية وعلى الرغم من انكساراته وهوانه احيانا، يظل واقفاً كشجرة قوية فيتصدّى للريح مهما كانت قوتها ويرفض بشدة وثقة مطلقة، ان يسلّم مفاتيح البيت الى المزورين الذين يعرضون عليه مبلغاً مقابل إخلائه والذي شهد ولادة بناته اللاتي لا يمتلك في الدنيا الا هنَّ وذلك البيت المتنازع عليه.

وبينت أن” في الحديقة، كانت شجرة التوت الواقفة بثقة وقوة والتي أسماها الجد بشجرة البنات تحبباً، تراقب ما يحدث بصمت وكأن أوراقها تتساقط باكية على مصيرها ومصير العائلة . وفي لحظة توتر ورهبة بلغت ذروتها، حين حضر الرجل الصلف والمتطاول على حرمة البيت وهو  يلوّح بسند البيت المزور ويطالبهم  بالإخلاء بعد القبول بالمبلغ الذي اقترحه لهم . لكن السماء ارادت أن تقول كلمتها فجأة، فهطل المطر بغزارة ،فتحت شجرة التوت، انكشفت بقعة من التراب، انجرفت بفعل المطر المنهمر، لتظهر أطراف صندوق خشبي قديم، الأب، مدفوعاً بحدس غريب، أزاح ما تبقى من التراب، وفتح الصندوق بيدين مرتعشتين.  كانت هناك أوراق صفراء، تفوح منها رائحة الامل . سند ملكية البيت وسند ملكية البيت المجاور الذي يسكنه الرجل المتجاسر عليهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى