اخر الأخبارطب وعلوم

Arkhangel.. نظام روسي جديد لاعتراض الطائرات المسيرة

تواصل روسيا تطوير أنظمة مواجهة الطائرات المسيرة خلال الحرب المستمرة مع أوكرانيا المدعومة من أوروبا بشكل كبير، فقد أدى الانتشار السريع للطائرات المسيرة في السياقات العسكرية والمدنية إلى ظهور حاجة ملحة لأنظمة اعتراض فعالة، فالطائرات المسيرة الحديثة أصبحت أصغر حجمًا وأسرع وأكثر استقلالية، مما يجعل أساليب الدفاع الجوي التقليدية غالبًا ما تكون غير كافية، وتُعد أنظمة الاعتراض الجديدة بالغة الأهمية لحماية البنية التحتية الحساسة والمناطق الحضرية والأصول العسكرية من المراقبة والتخريب والهجمات.

وفي هذا الإطار تختبر روسيا في منطقة كورسك نظام اعتراض جديدا للطائرات المسيرة يُسمّى “أرخانجيل”، تقوده شركة كلاشينكوف كونسيرن، ويهدف إلى خفض تكلفة الاعتراض وملء الفجوات في منظومة الدفاع الجوي الروسية المرهَقة بسبب الهجمات الأوكرانية المتكررة بالطائرات المسيرة.

ووفقًا لتصريحات ميخائيل فيليبوف، يعتمد النظام على طواقم اعتراض خاصة تعمل بالتنسيق مع فرق رادار متنقلة لاعتراض الطائرات الأوكرانية بعيدًا عن المناطق المأهولة، وتصف روسيا “أرخانجيل” بأنه طبقة إضافية للدفاع الجوي وليس بديلًا للمنظومات التقليدية. إلا أن معظم المعلومات تأتي من مصادر روسية محلية غير مؤكدة.

وركزت تجارب سابقة في شبه جزيرة القرم خلال 2025 على دمج النظام مع رادارات الدفاع الجوي الموجودة، وتدريب فرق سريعة الانتشار، مؤكدة أن المشروع يمر بصيغ متعددة وليس نموذجًا ثابتًا.

منذ آب الماضي، اتسع نطاق المشروع بعد إعلان كلاشينكوف تصنيع طائرات أرخانجيل المسيّرة ضمن مذكرة تفاهم مع شركة محلية، مع الحديث عن عائلة موسّعة من الأنظمة التدريبية والقتالية.

وعرضت تقارير أخرى استخدام طائرة حاملة تطلق الطائرة الاعتراضية على مسافة 1.5 كم، لكن بعض المشاهد بدت مرتجلة وأثارت شكوكًا حول الروابط والاختبارات الفعلية.

النموذج الأولي الذي عُرض في أبريل أظهر سرعة 280 كم/سا ورؤوسًا حربية بين 700 غرام و7 كغ، وطرق إطلاق متعددة. الادعاءات اللاحقة بزيادة السرعة قد تعكس تحديثات تقنية، لكن لا توجد اختبارات مستقلة تثبت ذلك.

ويأتي تطوير“أرخانجيل” في سياق الضربات الأوكرانية العميقة على البنية التحتية الروسية، ما دفع موسكو للبحث عن حلول أرخص وأسرع لاعتراض الطائرات الصغيرة بعيدة المدى. ويبقى نجاح النظام مرتبطًا بقدرته على اكتشاف وتتبع وتدمير الطائرات الصغيرة في بيئة حرب إلكترونية معقدة.

في نيسان نقلت وسائل إعلام روسية عن فيليبوف كشفه عن نموذجٍ مُصنَّع من صاروخ أرخانجيل، بلغت سرعته حوالي 280 كيلومترًا في الساعة، مع مدى اشتباك يصل إلى 50 كيلومترًا، ورؤوس حربية قابلة للتبديل تتراوح أوزانها بين 700 غرام و7 كيلوغرامات تقريبًا، وأشار إلى خيارات للإطلاق الأرضي أو الاستخدام من منصة حاملة طائرات.

وفي وقت لاحق، زادت الأقاويل أن سرعة الصاروخ القصوى تصل إلى مدى يتراوح بين 340 و360 كيلومترًا في الساعة، مما قد يعكس استخدام هياكل طائرات متعددة أو تحديثات في أنظمة الدفع. وإلى أن يتم التحقق من ذلك من خلال اختبارات مستقلة، يجب اعتبار هذه الأرقام تأكيداتٍ على البرنامج.

وما يزال دور أرخانجيل ضمن منظومة الدفاع الجوي الروسية لمكافحة الطائرات بدون طيار غير واضح، إذ تربطه التغطية الإعلامية بمجموعات رادار أرضية ومفاهيم للدفاع عن البحر الأسود، ما يشير إلى نهج معياري متعدد النماذج بدل نظام موحد.

وفي غياب بيانات شراء أو توزيع وحدات واضحة، من غير المؤكد ما إذا كانت عمليات نشر كورسك دفعات ما قبل السلسلة، اختبارات محدودة، أو بداية نشر أوسع.

المفهوم الروسي يشبه الجهود الغربية، مثل صواريخ Road Runner القابلة لإعادة الاستخدام وCoyote الاعتراضية، لكنه يركز أكثر على صواريخ أحادية الاستخدام أو محدودة الاستعمال موجهة برادارات متنقلة، مع غياب معلومات علنية عن أساليب التوجيه والبحث والاستعادة الدقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى