اراء

الخبر السعيد من “أبوظبي”

بقلم/ رعد العراقي..

يترقب الشارع الكروي العراقي بشغف المواجهة المُرتقبة بين منتخبنا الوطني ونظيره الإماراتي، والتي ستقام اليوم الخميس في أبوظبي، ضمن ذهاب المُلحق المؤهّل إلى كأس العالم 2026، على أن تقام مباراة الإياب الحاسمة يوم 18 من الشهر نفسه في البصرة، مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، لأنها ستحدد مصير المنتخب الذي سيواصل طريقه نحو الحلم العالمي.

المباراة الأولى تحمل أهمية كبيرة للطرفين، فمنتخب الإمارات يلعب على أرضه وبين جماهيره، ما يمنحه أفضليّة ميدانيّة مُدعَّماً بحافز نفسي مهم، لكنه يبقى تحت ضغط أكبر، لأنه مطالب بالفوز لتأمين موقفه قبل مواجهة البصرة خاصّة أن إعلام بلده غير راضٍ عمّا قدّمه في مجموعة الدوحة منتصف الشهر الماضي.

المنطق الفني يفترض أن يبدأ المنتخب الإماراتي اللقاء بأسلوب هجومي، باحثًا عن نتيجة مريحة تجنّبه مفاجآت الإياب، خاصّة أمام جمهور عراقي معروف بحماسته وتأثيره الكبير على أجواء المباريات.

أما منتخبنا الوطني، فهو يدرك أن الخروج بنتيجة إيجابيّة من أبو ظبي سيكون مفتاح التأهّل. الفريق مطالب بأن يتعامل بذكاء مع ظروف اللقاء، وأن يفرض إيقاعه عبر انضباط تكتيكي، دون اندفاع أو مبالغة دفاعيّة. فالتأريخ والهويّة الكرويّة لأسود الرافدين تفرض عليه أن يفكّر بالفوز، لا بالخروج الآمن فقط، لأن الفرق الكبيرة لا تخشى اللعب خارج أرضها، بل تصنع حضورها حيثما تُزرع أقدامها.

المطلوب من الكادر التدريبي أن يدير المباراة بعقليّة هادئة وذكاء ميداني، بعيدًا عن الشحن الزائد أو المغامرات غير المحسوبة! اختيار التشكيلة المناسبة وطريقة اللعب التي تناسب الخصم سيكونان مفتاح النجاح. ولعلّ دروس مباراتي إندونيسيا والسعودية مازالت حاضرة، حين فقدنا نقاطًا ثمينة بسبب التحفظ الزائد في الأداء، وعدم استثمار الفرص بشكل مثالي.

الفرصة مازالت قائمة، بشرط أن يكون الأداء جماعيًّا متوائمًا بين استثمار المهارات الفرديّة وتسريع إيقاع لعب الكرة نحو الأمام، واستغلال الكرات الهجوميّة بذكاء مع تقليل الأخطاء الدفاعيّة التي كلّفت المنتخب كثيرًا في السابق.

لا ننسى أن الضغط النفسي سيكون على المنتخب الإماراتي أكثر من منتخبنا، وهنا تكمن الفرصة لاستغلال أي ارتباك قد يظهر في خطوطه الخلفيّة.

باختصار.. جماهيرنا الرياضيّة وغيرها في كُل مكان تنتظر الخبر السعيد من أبوظبي، وهي على الموعد في البصرة لتكون اللاعب رقم 12 وتدفع الأسود نحو انتزاع بطاقة العبور إلى المُلحق العالمي. الطريق إلى المكسيك يبدأ من أبوظبي، ومن يؤمن بالحلم لا يعرف المستحيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى