اخر الأخبارثقافية

الإدريسي يحول الأجساد إلى علامات وجودية

في تجربة الفنان التشكيلي المغربي، محمد المنصوري الإدريسي، يشغل اللون موقعاً مركزياً؛ فهو وسيلة للتعبير عن الانفعالات الداخلية والبحث الروحي، كما يعكسه معرض “الزمن المنفلت” الذي أختتم اليوم الثلاثاء، في قاعة باب الرواح بالرباط.

تتوزّع خمسون لوحة في المكان، تتحرك فيها الأجساد بلا ملامح محددة، مندمجة في نسيج لوني كثيف، كما يظهر في لوحات “اللحظة تتذكّر”، و”شكل العبور”، و”الظلّ يفكّر في النور”، وتتحول هذه الأجساد إلى علامات وجودية تمثل التجربة الإنسانية في تنقلها بين الحضور والغياب، بين النور والظل وبين الانسياب والتوقّف.

الحركة هنا أبعد من مجرد موضوع بصري، إنها بحث فلسفي في جوهر الإنسان وعلاقته بالزمن المستمر. تدرجات البنفسجي والأزرق تمنح شعوراً بالسكينة والعمق، بينما الأصفر والذهبي يفتحان منافذ نحو الأمل والضياء، كما في “أول ألوان العالم” و”يقظة الضوء”.

هذا التداخل اللوني، مع انسياب الأشكال وخفّة الخطوط، يخلق موسيقى بصرية تجعل المتلقي يختبر لحظة الوجد، ويغوص في تأمل الزمن المنفلت وتجليات الوعي.

من الناحية التكوينية، يعتمد الفنان المغربي على إيقاع داخلي متوازن بين الكثافة والشفافية، وبين الامتداد والانكماش، حيث تنساب الأشكال كما لو أنها تولد من ضوء خفي، مما يمنح اللوحة، بعداً روحانياً ويحرّرها من قيود المادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى