روسيا تختبر قنابل انزلاقية مزودة بمحركات نفاثة صغيرة

اختبرت روسيا نسخة جديدة من القنابل الانزلاقية من طراز UMPK مزوَّدة بمحركات نفاثة صغيرة، ما يمثل خطوة نوعية في قدرات الضربات الدقيقة ويشكل بديلاً أقل تكلفة عن صواريخ كروز.
وطُوِّرت القنبلة بدمج محرك نفاث في منظومة التوجيه والجناح الحالية، ما يمنحها مدىً ممتداً ودقّة محسّنة مقارنةً بالذخائر الساقطة حرّاً.
وتختلف هذه الذخائر المعدّلة عن القنابل الاعتيادية بقدرتها على الانزلاق أو الدفع الذاتي نحو أهداف بعيدة وفق متطلبات المهمّة، وقد أظهرت الاختبارات الميدانية، بحسب تقرير، فعالية نظام الدفع الجديد من حيث الحفاظ على استقرار الطيران ومسار متماثل أثناء الهجوم.
ويرجّح خبراء أن هذا الابتكار قد يخفض بشكل ملحوظ التكلفة التشغيلية للعمليات الروسية؛ فبينما قد تتجاوز تكلفة صاروخ كروز واحد مثل «كاليبر» أو «K-101» مليون دولار، قد تشكل القنابل النفاثة من طراز UMPK جزءًا بسيطًا من هذه التكلفة، ما يسمح بمواصلة ضربات بعيدة المدى دون استنزاف مخزون الصواريخ العالية التكلفة.
ويشير المحللون إلى أن هذا التوجّه قد يؤشر لتطور في عقيدة الضربات الجوية الروسية، جامعاً بين القدرة على التحمل والتكيّف والمدى المحسّن الذي قد يبلغ نحو 200 كيلومتر أو أكثر بحسب الحمولة وارتفاع الإطلاق. وإذا أكدت الاختبارات نجاحها الكامل، فقد تتجه روسيا لإدخال هذه القنابل في مرحلة الإنتاج الضخم لتكون بديلاً قابلاً للتطوير للاستخدام التكتيكي والاستراتيجي على حد سواء.
من جانب آخر أجرت روسيا اختبارات ناجحة لمنظومة أوتوماتيكية متطورة مصممة لمكافحة الطائرات المسيرة.
ويمكن للمنصة الآلية الدوارة المتحكم فيها عن بُعد إصابة كل من الطائرات المسيرة الانتحارية صغيرة الحجم والطائرات المسيرة الكبيرة البعيدة المدى. ويشكل رشاش “بي كا تي” PKT السلاح الرئيسي في التكوين التسليحي للمنصة. كما تعتمد المنصة على حاسوب باليستي متقدم وطبقة ذكاء اصطناعي لعمليات التوجيه والرماية الاستباقية.
خلال الاختبارات تم استعراض إصابة ناجحة للطائرات المسيرة الانتحارية على مسافات تتراوح بين 370 و450 مترا، بينما بلغت قدرة إصابة الطائرات المسيرة الكبيرة مدى يصل الى نحو 1300 متر.
وتستقبل وحدة القتال توجيهاتها من مصادر رادارية متعددة، بما في ذلك الرادارات صغيرة الحجم، مما يتيح تكاملا مع شبكة الكشف والتحكم على المستويات التكتيكية.
يشير المطورون إلى أن نشر منصات أسلحة آلية متحكم فيها عن بُعد على نطاق واسع ضمن منطقة العملية العسكرية الخاصة قد يغير طبيعة الصراع الميداني، لا سيما في ظل هيمنة مختلفة أنواع الطائرات المسيرة على مسارح العمليات. ومن المنتظر أن تجد هذه المنصات تطبيقات واسعة عند تركيبها على المدرعات لتوفير حماية مضادة للطائرات المسيرة، وكذلك في حماية المنشآت الثابتة مثل محطات النفط والمستودعات ومحطات أنظمة الدفاع الجوي.



