” نسيم البوادي” مشروع يعيد إحياء تراث الصحراء في السماوة

في قلب صحراء السماوة، حيث تمتد الرمال بلا نهاية وتلتقي السماء بالأفق، ولد شغف محمد أبو شعلان بالبادية وتراثها العريق، هذا الشاب البدوي الذي نشأ بين الخيام ونسائم البر، قرر أن يحول حبه للصحراء إلى مشروع يجمع بين الأصالة والحداثة، فأسس مبادرة حملت اسم “نسيم البوادي”، لتكون أول مشروع من نوعه في العراق يختص بصناعة وتوزيع مستلزمات الرَّحَلات البرية والتخييم بطريقة عصرية مستوحاة من تجارب بلدان الخليج.
ويقول أبو شعلان إنه يشعر بالغيرة الإيجابية من الدول الخليجية التي أولت اهتماماً كبيراً بتراث الصحراء، ونجحت في تحويل حياة البادية إلى تجربة سياحية وثقافية منظمة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ومن هنا جاءت فكرته في أن يقدم للعراقيين تجربة مشابهة تحافظ على روح الصحراء، وتتيح للناس خوض مغامرات التخييم بأسلوب مريح وآمن.
مشروع “نسيم البوادي” لا يقتصر على بيع المعدات فقط، بل يسعى لتقديم مفهوم متكامل للرحلة البرية، إذ يوفر حقائب مصممة بعناية تحتوي على جميع الاحتياجات الأساسية للمغامرين، بدءاً من أدوات الطهي والتخييم وصولاً إلى الخيام الحديثة التي يمكن نصبها بسهولة. ويؤكد أبو شعلان أنه اختصر كل مستلزمات الرحلة في حقيبتين عمليتين، لتكون تجربة التخييم متاحة للجميع دون عناء.
ولأن الصحراء ليست مجرد مكان، بل أسلوب حياة وثقافة متجذرة، حرص صاحب المشروع على إدخال اللمسة التراثية في تفاصيل عمله. فقد جمع قطعاً تراثية نادرة، من أدوات القهوة والشاي والبهارات ويقول إنه يتعامل مع مشروعه كما لو كان ينشئ متحفاً متنقلاً يروي حكاية الصحراء العراقية بروحها الأصيلة ونكهتها الخاصة.
انتشر مشروع “نسيم البوادي” بسرعة لافتة، فبعد انطلاقه من السماوة، وصل إلى الموصل والرمادي والنجف وعدد من المدن القريبة من حافة الصحراء، حيث وجد اهتماماً واسعاً من عشاق الرحلات البرية وهواة التراث. ويطمح أبو شعلان إلى أن يكون مشروعه نواة لحركة سياحية جديدة في العراق، تعيد الاعتبار لجمال الصحراء وتُبرز ما تختزنه من سحر وطبيعة وتأريخ.



