شباب عراقيون يعيدون الحياة إلى لغة الأجداد

يبرع عدد من الشباب العراقيين من خريجي أقسام التأريخ والآثار، في إحياء اللغة المسمارية من خلال تحويلها إلى أعمال فنية وتحف يدوية تلقى رواجاً واسعاً في الأسواق والمعارض، حيث تكتب أسماء وعبارات ورموز سومرية على ميداليات وقلائد ومنتجات مختلفة، تجمع بين البعد الثقافي والجاذبية التجارية.
من بين هؤلاء الشباب، يبرز اسم براق عبد الكريم عادل الرديني، الذي اختار دراسة الآثار بدافع شغفه بالكتابات القديمة والألواح الطينية، وهو يواصل دراسته حالياً في جامعة بغداد لنيل شهادة الماجستير في اختصاصه.
الرديني يقول إن اهتمامه بالكتابة المسمارية دفعه إلى تعلم طرق نقشها ونحتها، وقد خاض عدة تجارب تنقيبية ميدانية بلغ عددها ثماني رحلات، ساهمت بتعزيز معرفته الدقيقة بالرموز والمراحل التي مرت بها الكتابة المسمارية من الصورية إلى الرمزية.
ويؤكد أنه شارك في معارض جامعية وكذلك في معرض بغداد الدولي للكتاب إلى جانب عدد من النحاتين، حيث تولى تصنيف النصوص المسمارية ونقشها على مجسمات ونصب صغيرة، مستعيناً بأدوات وخلطات طينية تحاكي ما استخدمه السومريون قديماً.
ويقول الرديني إن الكتابة المسمارية لم تعد مجرد دراسة أكاديمية أو تراثاً من الماضي، بل تحولت إلى وسيلة للتعبير عن الهوية والانتماء، مشيراً إلى أن مشروعه يهدف إلى نشر هذا الفن بين الشباب وتذكيرهم بأن العراق مهد الحضارات.
من جانب آخر، لا يغيب الجانب التجاري عن هذه الأعمال، إذ تلقى الميداليات والقلائد المنقوشة باللغة السومرية اهتماماً متزايداً من الجمهور، خصوصاً بين فئة الشباب والفتيات الذين يرون فيها وسيلة فريدة للتعبير عن الجذور والانتماء الثقافي.
ويشير الرديني إلى أن مشاركته في البازارات والمعارض تنتهي غالباً ببيع جميع معروضاته، ما يعكس الإقبال الكبير على هذه المنتجات التي تمزج بين الفن والحضارة.



