اخر الأخبارالاخيرة

1000 شتلة تنمو بالأمل في الدواية

وسط مناخ قاسٍ وتربة عطشى، تنهض مبادرة بيئية بهدوء وثبات في مدينة الدَّوّاية بمحافظة ذي قار، يقودها شباب قرروا أن يزرعوا الأمل قبل الأشجار، وأن يمنحوا مدينتهم حياةً خضراء تستحقها.

على مدى أكثر من ثلاث سنوات، واصل فريق العطاء التطوعي جهوده بزراعة شتلات شجرة الألبيزيا، في محاولة حقيقية لتحسين البيئة المحلية، وتوفير الظل والأوكسجين، في مناطق كانت تعاني الجفاف والإهمال.

انطلقت الفكرة من شعور جماعي بالمسؤولية تجاه البيئة والمجتمع، فأسس الفريق جهوده على الاستقلالية والعمل الذاتي، دون دعم رسمي أو تبني من أي جهة، واليوم وبعد غرس أكثر من 1000 شتلة، بدأت ملامح التغيير تظهر في شوارع المدينة ومدارسها ومراكزها الصحية.

ويقول أحد أعضاء الفريق، محمد المشبك، إن الأهالي لعبوا دوراً كبيراً في دعم المشروع، مضيفا أن “تجاوب الناس معنا كان رائعاً، يشاركوننا الزرع والسقاية، وهذا جعل العمل أكثر حيوية وأثراً في المجتمع”، مؤكداً أن الحملة تجاوزت حدود الزرع إلى خلق وعي بيئي جديد”.

الألبيزيا شجرة سريعة النمو وذات ظل كثيف، أصبحت رمزاً لتحول المدينة وتشبثها بالحياة رغم الصعوبات، أما الفريق، فهو لا يرى في مبادرته مجرد مشروع للتشجير، بل مشروعاً لتغيير ثقافة بيئية، وخلق علاقة جديدة بين الناس وأرضهم.

ورغم التحديات المناخية وقلة الموارد، فإن المتطوعين يواصلون جهودهم في غرس الشتلات والاهتمام بها يومياً، مؤمنين بأن التغيير يبدأ من المبادرات الصغيرة، وأن كل شجرة يمكن أن تكون نقطة بداية لمستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى