اخر الأخبارثقافية

“فلسطين جرحنا”.. قضية امتحان دائم للإنسانية

المتابع للإصدارات والكتابات حول القضية الفلسطينية يلاحظ أنها شحيحة، وما يصدر حولها يحتاج إلى غربلة وتأمل كبيرين، لأنها تُتناول في الغالب من زوايا مجحفة وغير موضوعية. وفي المقابل، يسود الصمت أو يُمارَس الإقصاء والتهميش تُجاه الكتابات الموضوعية. وفي هذا السياق، يندرج كتاب الإعلامي الفرنسي البارز إدووي بلينيل (Edwy Plenel)، مؤسس ومدير موقع ميديا بارت، الصادر تحت عنوان «فلسطين، جرحنا» (Palestine, notre blessure) عن دار النشر الفرنسية لا ديكوفرت في باريس.

يقع الكتاب في نحو 150 صفحة، ويضم مجموعة من المقالات التي كتبها بلينيل حول القضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، ويُعيد بلينيل، في هذا العمل، التأكيد على أن القضية الفلسطينية لم تكن يومًا مسألة محلية تخصّ شعبًا بعينه، بل هي قضية العالم بأسره، لأنها تمتحن مفهوم العدالة والمساواة بين الشعوب والأمم منذ عام 1948.

وقد حافظ بلينيل على خطّ ثابت في موقفه، محذرًا من أن الكارثة ليست آتية، بل جارية بالفعل “فالدعم الغربي الأعمى لحكومة بنيامين نتنياهو لا يخدم سوى مصالح الأنظمة الاستبدادية، “.

يُصرّ بلينيل على أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية البشرية جمعاء، لأنها تمسّ جوهر القيم التي يزعم الغرب الدفاع عنها: الحرية، العدالة، المساواة، والكرامة الإنسانية.

ويقول الكاتب: “من يقبل الظلم الواقع على الفلسطينيين، يفتح الباب لظلم جديد في مكان آخر. ولذلك فإن مستقبل القانون الدولي، بل مستقبل العالم نفسه، يتوقف على قدرتنا الجماعية على قول كلمة واحدة: كفى. كفى للاحتلال، كفى للقتل، كفى للصمت.”

ويختم بلينيل مقدمته بنداء إنساني مؤثّر: “فلسطين هي مرآتنا، وجرحها هو جرحنا جميعًا. وما لم نُضمّد هذا الجرح بالعدل، فلن يكون هناك سلام ولا إنسانية مشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى