اخر الأخبارطب وعلوم

كوريا الجنوبية تستهدف أسواق الشرق الأوسط بالترويج لصناعاتها العسكرية

تخطط شركة “هانوا” Hanwa defence، الكورية الجنوبية المختصة بالصناعات، لإعادة تعريف علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، ليس كـ”مُورِّد للسلاح فحسب”، بل كشريك في تأسيس قواعد صناعية دفاعية محلية بالمنطقة.

وشدد الرئيس الإقليمي للشركة في الشرق الأوسط وإفريقيا، سونج إيل، على أن سياسة “هانوا” لم تعد تقوم على بيع الأسلحة أو المنتجات الدفاعية فقط، بل على “نقل المعرفة والتكنولوجيا وتوطين الصناعات، مضيفاً “لا ننظر إلى التعاون الدفاعي كصفقات بيع مؤقتة لمنتجاتنا (الدفاعية)، بل كشراكات طويلة الأمد لبناء قدرات حقيقية”.

وأوضح المدير الإقليمي، أن الشراكات التي عقدتها المجموعة الكورية مع عدة دول، تمثل “استراتيجية مستدامة”، مشدداً على أن الخطوات المتسارعة خلال الخمس سنوات المقبلة سوف تشهد تعميق هذه الشراكات، بما يعطي قطاع الصناعات العسكرية في الدول الشريكة، قدرات كبيرة لتحقيق استقلال صناعي قوي ومستدام لجيوش المنطقة. 

ويوضح المدير الإقليمي للشركة أن استراتيجية “هانوا” في الشرق الأوسط تركز على دعم مشاريع توطين الصناعات الدفاعية، وتسعى لتغيير مفهوم التعاون الدفاعي بين الشركات الكورية ودول المنطقة بشكل جذري لينمو “متجاوزاً حدود بيع المنتجات (الدفاعية) إلى تحقيق شراكات راسخة طويلة الأمد، تعزز الاكتفاء الذاتي والنمو الصناعي المشترك”. 

وتملك “هانوا” للصناعات الدفاعية واحداً من أكثر مراكز البحث والتطوير تقدماً في كوريا الجنوبية، وتعتبر مصدراً رئيسياً لتقنيات التطوير وأسلحة المستقبل والذكاء الاصطناعي. 

وتطرح “هانوا” مناهج مختلفة للتعامل مع الدول في الشرق الأوسط إذ يقول الرئيس الإقليمي للمجموعة الكورية إن الشركة “تقدم نهجاً يركز على بناء نماذج توطين (للصناعات الدفاعية)، مخصصة لكل دولة، بما يناسب مستواها الصناعي وقاعدتها التقنية، وذلك لضمان أن تكون الشراكة قابلة للتنفيذ ومستدامة”. 

وتمثل القيود التصديرية عقبة كبيرة أمام الصناعات الدفاعية، خاصة أن غالبية الدول الواعدة في المجال تستخدم مكونات من بلدان متعددة، بهدف تحقيق التكامل وخفض التكلفة. في المقابل، قد يجعل وجود مكونات متعددة المنشأ من تصدير المنتج الدفاعي النهائي عملية معقدة.

وتحاول كوريا الجنوبية، التي أصبحت رقماً صعباً في سباق التصنيع والتصدير الدفاعي عالمياً، التغلب على هذه المشكلة، عبر الاستعانة بالقاعدة المحلية المتزايدة التي تعمل في مجالات الصناعات العسكرية.

ويوضح سونج أن مجموعة هانوا انتبهت مبكراً لتلك المشكلة، لكنها تلجأ لحلها عبر “الاستثمار المستمر في الاعتماد الذاتي والبحث والتطوير المحليين، بهدف توطين معظم التقنيات الأساسية التي تستخدمها منصات المجموعة في أنظمتها الرئيسية”. 

وتُعد دبابة القتال الرئيسية الكورية الجنوبية K2 Black Panther، واحدة من أكثر المركبات المدرعة تقدماً على مستوى العالم، إذ تنافس نظيراتها الغربية.

ويضيف: “منصات مثل المدفع الكوري (الرعد) ومنظومة راجمات الصواريخ تشونمو 239، تم تصميمها مع اعتماد محدود جداً على المكونات الخارجية، ما يضمن عدم وجود قيود تصدير كبيرة، الأمر الذي يسمح لنا بالتعاون مع شركائنا في الشرق الأوسط وإفريقيا بشكلٍ مناسب”.

وبشأن مشاريع الدول المختلفة لتوطين الصناعات العسكرية، يضيف المدير الإقليمي أن هانوا تعتبر التوطين “في صميم استراتيجيتها الإقليمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونستكشف نماذج متعددة من الإنتاج المشترك والتجميع المحلي وتصنيع المكونات بالتعاون مع مؤسسات دفاعية في مصر والعراق، وهدفنا هو بناء منظومات دفاعية مكتفية ذاتياً في هذه الدول، بما يمكن تلك المنظومات من خلق قيمة محلية واستقلالية تشغيلية”. 

ولفت المدير الإقليمي للشركة إلى أهمية مشروع مدفع الرعد الكوري الموقع مع مصر، وأوضح أن برنامج المدفع الكوري “وضع أساساً متيناً لمزيد من التعاون”، مشدداً على أن الشركة “تسعى للتوسع في مجالات الصيانة والإصلاح والتطوير، وإنشاء مراكز لتدريب الكوادر المحلية، وبناء قدرات مشتركة في البحث والتطوير”.

وتعمل الشركة، على إنشاء مراكز صيانة في دول المنطقة، لتشكل العمود الفقري لعمليات تشغيل الأنظمة الدفاعية الكورية التي بدأت في الانتشار بالشرق الأوسط، وأضاف: “هذه المراكز لن تكتفي بفكرة الصيانة، لكنها سوف تقوم بتدريب الطواقم المحلية من مهندسين وفنيين مما يساهم بترقية قدرات الطواقم في هذه البلدان وبناء قدراتها الذاتية على المدى الطويل”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى