اراء

ترامب يلقي (القاذورات) على الشعب الاميركي لانهم تظاهروا ضده

بقلم/ محمود الهاشمي..
كثيرون كانوا يعتقدون ان مباديء الديمقراطية وحقوق الانسان مايميز الولايات المتحدة عن بقية دول العالم
وقد تمددت هذه (السردية )على مدى العقود التي اعقبت الحرب العالمية الثانية وحتى مجيء الرئيس الاميركي ترامب في ولايته الاولى حيث بات الحديث عن
(العنف)و(التجاوز على قيم الديمقراطية وحقوق الانسان )و(الاستبداد والديكتاتورية )و(العنصرية)
هي السردية الطاغية .
لم يتوقع احد من كل المعجبين بالتجربة الديمقراطية الاميركية أَنَّ رئيس الولايات المتحدة بنفسه
يلقي (القاذورات )على سبعة ملايين متظاهر خرجوا في سائر ولايات ومدن اميركا يوم السبت الماضي وذلك عبر فديو ينشره على موقعه يبدو فيه وهو يقود طائرة ويلقي القاذورات على المحتجين ..
لم يبق انسان حرّ الا واستهجن هذا التصرف في دولة تدعي الديمقراطية ..
التهم التي وجهها المحتجون
عبر (٢٧٠٠)مسيرة الى ترامب
بانه (مستبد )ورفعوا شعار (لاللملوك )وطالبوا بحقوقهم
الشرعية من فرص عمل والمساواة بين جميع ابناء الولايات المتحدة ..
التهم التي وجهها ترامب للمتظاهرين انهم (يساريون )
ويدعمون (غزة)وان جهات خارجية تدعمهم ..
ترى هل هذه (التهم )تكفي
للرئيس ترامب ان يقذف الداعين لها بالقاذورات ؟
ياسيد ترامب هؤلاء شعب اميركا ،ولهم من الحقوق مثلما للاخرين سواء كانوا بيضا او سمرا اوصفرا فتلك اميركا المعروفة بتنوعها منذ ان تاسست ولايحق لجنس ان يتفرد بها ..
يقول الكتاب الاميركان ان هؤلاء المحتجون يمثلون الديمقراطية الدستورية بمؤسساتها النظامية فيما يمثل ترامب (الشعبوية السلطوية )ويرون ان قرارات ترامب وتصرفاته كمن يتموضع وكانه ملك (فعلي)فوف الشعب ..
صحيح اننا اعتدنا ان نرى ترامب يتبع استراتيجية تشويه المعارضة والطعن بهم باي عبارة ترد بلسانه لكسب المزيد من انصاره الذين يرون في ذلك نصرا لهم ،ولكن الذين خرجوا بالاحتحاج عددهم (٧)مليون متظاهر وهم ليسوا فرادا بل جموعا ولهم شخصيتهم وانتماؤهم وحقوقهم .
الصحف الاميركية والغربية سبقتنا في بلدان الشرق لتؤكد ان هذه التصرفات الترامبية منذ هجوم انصاره على الكابتول وحتى اللحظة تعبير عن الانقسام العميق في المجتمع الاميركي وهي (احتجاجات )تعكس استمرار الانقسام السياسي والثقافي الحاد في الولايات المتحدة منذ وصول ترامب الى السلطة عام ٢٠١٦.
المحتجون الاميركان تلقوا (الصدمة ) واعتبروا ان ذلك من (سماة ترامب )واتباعه
و(لاجديد )واستمروا باحتجاجاتهم بسلمية عالية
رغم تحشيد ترامب ل(الحرس الوطني )لكن هذه (الاهانة )سوف تذهب الى امرين اما ان تتفكك الولايات المتحدة وفقا للولاء السياسي
او ان تذهب لحرب اهلية وذلك مرشح بقوة لدى اهل الفكر والرؤى ..
لاشك ان هذا (الصدام )القادم بين مكونات امريكا ،ليس مرده لاخلاق ترامب وسوء تصرفاته
(الفردية )فالاترامبية ظاهرة
ولها من يدعمها داخل اميركا وخارجها .
بقي ان نسأل ؛-هل هذه الاحتجاجات تبقى بحدود اميركا ؟
رافقت احتجاجات الولايات المتحدة مثلها في دول اوربية مثل المانيا وبريطانيا وكندا ودول اخرى بالعالم ،لان (ضرر )ترامب تعدى اميركا الى جميع دول العالم سواء من خصوم او اعداء اميركا .،
قريبا سيشهد العالم تحولا سياسيا وثقافيا واجتماعيا
ولاشك ان (حرب غزة )وتداعياتها قد سخنت الاحداث وسوف تعجل من هذه التحولات ليذهب فصل
من عذابات الشعوب ونهب ثرواتها وابادة ابنائها ويبدأ فصل اخر صنعته دماء الاحرار
وبطولات الشعوب وتضحياتهم ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى