شاب بغدادي يحول الخشب القديم إلى مشروع ملهم

في زقاق صغير وسط بغداد، وبين أدوات بسيطة وقطع خشب وحديد قديم، بدأت رحلة ياسر إياد، شاب من مواليد 1994 حيث استطاع أن يحول وقت الفراغ والوحدة إلى مشروع ينبض بالإبداع ويجد صداه في قلوب الآلاف.
بدأ ياسر مشواره في عام 2021، مدفوعا بالرغبة في الهروب من الاكتئاب والملل، فراح يشكّل الخشب ويعيد إحياء المواد القديمة مستخدما أدوات بسيطة مثل الجاكوج والمنشار والبلايس والدرنفيس، محاولا استثمار كل أداة في أكثر من وظيفة لإكمال أعماله الفنية.
قال ياسر: “كنت أعمل لنفسي فقط، أحاول أن أجد معنى للفراغ وأتحدى الاكتئاب بتحويل الأشياء المهملة إلى فن بصري يعكس روحي”.
ورغم أنه لم يمتلك أدوات احترافية أو رأس مال، إلا أن شغفه الكبير دفعه للاستمرار، فبدأ بتوثيق أعماله على مواقع التواصل، لتنال إعجاب المتابعين، لكنه كان يخجل من تلقي الطلبات، حتى جاءت لحظة مميزة حين قرر صنع قطعة أثاث لوالدته في عيد ميلادها من خشب قديم كانت تحلم به.
واضاف ياسر: “عندما رأت النتيجة، دعت لي من قلبها، ونشرت المقطع على الإنترنت، فكانت المفاجأة، خلال ثمانية أيام فقط، وصل عدد المتابعين إلى خمسين ألفا، وبدأت الطلبات تنهال”.
مشروع ياسر تحول اليوم من مجرد هواية إلى مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين يبحثون عن بداية من لا شيء، ليؤكد أن الشغف والعمل الجاد قادران على صنع الفرق، حتى بأبسط الأدوات.



