الصين تتوجه الى مسار جديد في صناعة الدبابات

لا يعتمد على المواجهة القصيرة
تتجه قوات البر الأرضية التابعة للجيش الشعبي الصيني (PLA) بعيدًا عن الاشتباكات التقليدية بين الدبابات على مسافات قصيرة، مركّزة بدلًا من ذلك على الحرب المترابطة طويلة المدى.
ويأتي هذا التحول مدفوعًا بنشر دبابة القتال الرئيسة من الجيل الجديد “تايب 100” (Type 100)، التي وُصفت بأنها منصة قادرة على ربط الأصول الجوية والبرية والإلكترونية عبر المجالات المختلفة.
وقال قائد الدبابة سون يونغ مينغ، إن الدبابات الجديدة تعيد تشكيل طريقة عمل القوات المدرعة، منوهاً الى ان القوات البرية تُسرّع من تحول ساحة المعركة، وتُعيد تشكيل أبعاد القتال باستخدام التكنولوجيا.
وبين سون: “مع إدخال دبابات القتال الرئيسة من الجيل الجديد، تطورت العمليات المدرعة من الاشتباكات القريبة إلى مواجهات تتجاوز مدى البصر”، وذلك بعد تدريب تكتيكي مشترك على مستوى كتيبة متعددة الأسلحة.
وأضاف، أن الوعي بساحة المعركة الحديثة توسع ليشمل ما وصفه بـ “بعد أعلى يدمج بين الجو والأرض والفضاء السيبراني والمجال الكهرومغناطيسي”.
وأوضح سون للموقع العسكري: “لم أتخيل أبدًا أننا، القوات المدرعة، سنتمكن يومًا ما من استخدام أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء والرادارية لإدراك ساحة المعركة من مسافات بعيدة وبوعي شامل”.
معدات عسكرية
وقدمت دبابة Type 100 وداعمتها المرافقة، أول عرض علني لهما خلال عرض يوم النصر في الصين بتأريخ 3 ايلول 2025. ووفق التعليقات الرسمية خلال الحدث، تجمع المنصة الجديدة بين القدرة العالية على الحركة، الاستهداف الشبكي، والعمليات المنسقة، وهي مصممة للاستيلاء السريع على المواقع واختراق الدفاعات متعددة الطبقات.
وأشار تقرير صحفي أيضًا إلى دمج طائرات الجيش العمودية، ووحدات الحرب الإلكترونية، والمدفعية الصاروخية الجديدة، والطائرات من دون طيار، مما يوحي بأن الدبابة لم تعد تُعتبر مجرد أداة قتالية منفردة، بل نقطة محورية ضمن هيكل عمليات مشترك أوسع.
وقال سيرهي بيريزوتسكي، خبير المركبات المدرعة والمحلل الرئيس في مركز المبادرة الاستراتيجية الأوكراني: “تختلف دبابة Type 100 جذريًا عن أسلافها، التي تطورت تدريجيًا من دبابة Type 59 المتوسطة (نسخة من T-55 السوفيتية) إلى دبابة القتال الرئيسة Type 99، وان أول ما يلفت الانتباه هو وزنها وحجمها”.
ونقل التقرير عن تدريب حديث حيث تمكن قائد كتيبة، يُعرف فقط باسم يوان، من توجيه قواته الخاصة واستدعاء الدعم من خدمات وفروع أخرى في الوقت الفعلي. وقال يوان، إن “أنموذج العمليات الحالي للجيش الشعبي تجاوز الحرب التقليدية المرتكزة على الأرض إلى هيكل مشترك متعدد المجالات”.
وكانت القدرة على العمل ما وراء مدى البصر محصورة سابقًا على المنصات البحرية والجوية، حيث كانت الوحدات البرية تفتقر تأريخيًا للقوة والتكنولوجيا لدعم أنظمة الاستهداف المتقدمة وأجهزة الاستشعار. وقال وانغ: “أصبحت الصين دولة رائدة عالميًا في مجال الابتكارات التكنولوجية”.
تعكس قدرة دبابة Type 100 على العمل كجهاز استشعار وكمهاجم داخل شبكة متكاملة دفع الجيش الشعبي نحو ساحة معركة رقمية تعتمد على المعلومات.



