حسين ربح.. شاعر شاب تنبأ بموته

يونس جلوب العراف..
ترددت كثيرا في الكتابة عن شاعر شاب توفي قبل أيام، إلى أن وجدت مقاطع من شعره تشير الى انه تنبأ بموته على الرغم من انه لايبلغ من العمر سوى ٢٣ سنة إذ يقول : منذ أَيام
وهذه الريح الساخنة لا تفارق وجهي
تحفر قسمات جديدة حول عيني
كأنها تقول لي : اكبر أيها الشاب الصغير
اكبر فإن العالم ليس بحاجة إليك
ولمرحك المستمرة،
اكبر ثم مت .
هذا المقطع كتبه قبل شهرين والغريب انه قد وجد ميتاً على كرسيه بين الكتب في شارع المتنبي إثر نوبة قلبية مفاجئة
وبهذا الموت المفاجئ كانت الصدمة لجميع اصدقاء هذا الشاب الذي كان مشروع شاعر جيد يكتب بالفصحى والشعبي .
لم يكن الشاب حسين ربح، صاحب المكتبة الإلكترونية “الكتاب صاحب” والعامل في عدد من مكاتب شارع المتنبي،مثل أي شاب فهو يعمل بجد من أجل يعيش لكنه وجد متوفياً على كرسيه،دون أي شيء يشير إلى وجود مرض مزمن ونعاه أصدقاءه بكلمات مؤثرة على مواقع التواصل، مستذكرين شغفه بالكتب.
ويقول أصدقاء الراحل حسين ربح ان الوفاة حدثت قرابة الساعة الواحدة ظهراً، نتيجة سكتة قلبية مفاجئة وهي حالة نادرة في مثل سنه.
الراحل كان متميزا في الدراسة فقد تخرج العام الماضي من جامعة التراث/ كلية الإعلام، إلى جانب نشاطه في مجال الشعر الشعبي ومشاركته المستمرة في المهرجانات ومعارض الكتب.
تالياً إحدى قصائد الراحل حسين ربح:
يا مركب السماء أين محطتك الآتية
اين ستهبطُ خطواتُكَ الرائعة
في أيّ مدينة، في أيّ تيه
أي ثمنٍ سأدفعُ كي يحجزُ لي مقعداً
في ركبكَ الصاخبُ بالصمت
أي خسارةٍ ترضيك
أي دمعةٍ تُغريك
يا مركب السماء
أي هي محطتُكَ الآتية
يا مركب السماء
الاشياء تزدادُ قيمةً
حين يهددها الزوال
روعةُ الشمس نراها في المغيب
وها أنا حُرٌ غريب
لا تراقبني النواظر
وليس في قلبي حبيب
يا مركب السماء
هل انتَ قريب.
وفي هذا المقطع هناك تنبؤ بالموت وان لم يصرح به ولكن الجو العام للقصيدة يوحي بذلك فله الرحمة والمغفرة والعتق من النار.



