اراء

المؤتمر الفلسطيني ..الطريق الى الدولة الفلسطينية

بقلم/ الدكتور محسن القزويني..
اصبح الشعب الفلسطيني اليوم قاب قوسين الى الدولة الفلسطينية بعد حصولها على اعتراف غالبية دول العالم ،لكن في خضم الاحداث الجارية والانشغال بغزة وفرحة الفلسطينيين بعودة بعض الاسرى الى ديارهم بعد اطلاق سراحهم تبخرت فكرة الدولة الفلسطينية ولم يعد احد يتحدث عنها وكانها لم تكن هدفا استراتيجيا من اهداف الشعب الفلسطيني، وهذا ما تريده اسرائيل ان يتناسى الفلسطينيون هذا الهدف وذلك بالهائهم بمشاكلهم وفرض أجندات جديدة تنسيهم قضيتهم المركزية وهي المطالبة بالدولة الفلسطينية.
 ويُعدُ تشكيل المؤتمر الفلسطيني اول خطوة نحو تحقيق هذه الدولة، فجميع الفصائل الفلسطينية مدعوة اليوم الى اقامة هذا المؤتمر وذلك بنبذ خلافاتها وتركها جانبا لما يعيق الوحدة الفلسطينية ، والاعلان عن مصالحة وطنية و ذلك بتوحيد الجهد والهدف نحو تشكيل الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني قبل الخامس من حزيران سنة 1967 بما فيها القدس الشريف عاصمة لها، فقد حان الوقت المناسب لاقامة الدولة الفلسطينية فاسرائيل اليوم اكثر شعورا بالهزيمة من ايِّ وقت مضى وهي ترى خروج حركة حماس من تحت الارض بالالاف وباسلحتها لتقوم باعادة الحياة الى غزة خلال ساعات بعد اطلاق النار وفرض الامن والاستقرار في المدينة المنكوبة التي عادت الى الحياة على رغم الدمار والخراب .
كما وعاد الى اسرائيل المحتجزون بعد ان سلمتهم حماس الى الصليب الاحمر الدولي ليس بقوتها المدمرة التي عجزت عن استعادة رهبنة واحدة من الاسرائيليين ، إذ لم تعد الامور خافية على الصحف الاسرائيلية التي اقرت بهزيمة نتنياهو في المعركة وانه لم يستطع ان يحقق اهدافه خلال السنتين من الحرب التي انتهت الى خراب البيوت وقتل الاطفال والنساء والشيوخ، فقد حاول نتنياهو خلال السنتين طرد الفلسطينيين من ديارهم والقضاء على حماس واحتلال غزة بكاملها ،فلم يستطع الى ذلك سبيلا ولم يحقق اهدافه التي ما فتأ الاعلان عنها كل مرة .واليوم وبعد ايقاف الحرب على رغم ارادته بات عليه ان يرضخ لسلطة القضاء الاسرائيلي ويستعد لدخول السجن ذليلا ،ولم تفلح توسلات الرئيس الامريكي دونالد ترامب للرئيس الاسرائيلي اسحاق هرتسغ باصدار قرار العفو عن نتنياهو الذي يعيش اليوم اسوء ايام حياته .
ومن ناحية اخرى اصبح الظرف الدولي اكثر انسجاما مع قيام الدولة الفلسطينية ووضع حد للمشكلة الفلسطينية التي طال عمرها لاكثر من 70 عاما وان السلام الذي تبحث عنه الامم المتحدة والولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية لن يتحقق الا بتنفيذ قرارات الامم المتحدة التي دعت الى حل الدولتين ،وحتى تلك الدول التي كانت رافضة لهذا الحل باتت تدعو اليه اليوم بعد تجربة السنتين المريرة من الحرب التي عرٌت اسرائيل حتى النخاع واظهرت صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بارضه وتحديه لكل ما خُطط له من ابادة وتهجير .
 و الكرة اليوم باتت في مرمى الفصائل الفلسطينية التي عليها المضي قدما نحو اقامة الدولة الفلسطينية وذلك باعلان المصالحة الفلسطينية وتكاتف الجميع لانقاذ الشعب الفلسطيني من مشاكله العديدة و ذلك بقيام ذوي الاختصاص بادارة الدولة الفلسطينية بدون ازاحة لاحد وهذا ما لا يتحقق الا بالمؤتمر الفلسطيني الذي سيرسم خارطة الطريق نحو تشكيل الدولة بمساعدة الدول الاسلامية والعربية تلك الدولة التي كانت حلما للشعب الفلسطيني وقد حان وقت قطافها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى