الأحزاب الكردية تُقر بمرجعية بغداد وتسلم أمرها للقرارات المركزية

بعد فشلها بإدارة ملفات الإقليم المالية
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تعمدت الأحزاب الكردية طيلة السنوات السابقة الضغطَ على الحكومة المركزية في بغداد، من أجل انتزاع ما تريده من مصالح حزبية واقتصاديات تعود بالمنافع للحزبين الكرديين الحاكمين ، وأيضا السيطرة على مقدرات الإقليم من تهريب النفط وغيرها من الملفات التي تسببت بتدهور الوضع في كردستان خاصة على المستوى الاقتصادي، حيث يعيش المواطن الكردي أسوأ فتراته من الناحية المادية بسبب غياب الرواتب التي تقوم الحكومة في كردستان والتابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه مسعود البارزاني، بسرقتها وتحويلها لتوسيع إمبراطوريتها التي بنتها من أموال المواطنين في الإقليم.
وفي ظل التطورات الأخيرة التي طرأت على الساحة السياسية ، فقد باتت بغداد هي المرجع السياسي للأحزاب الكردية ونلاحظ زيارات الوفود الكردستانية وبشكل مستمر إلى العاصمة من أجل البحث عن حلول للأزمات التي تعصف بالإقليم، كما غادر العراق أيضا سياسة ليِّ الأذرع التي كان يمارسها الإقليم خاصة من قبل العائلة البارزانية والحزب الديمقراطي الكردستاني، وبالتحديد في أوقات الموازنات المالية والمناسبات السياسية المهمة والتي تتطلب حضورا سياسيا كاملا كالتصويت على الحكومة أو رفض الوجود الأجنبي فقد كانت هذه الأحزاب تضع شروطا مقابل حضورها أو تصويتها على أي قرار.
وحتى أن هذه الأحزاب ذهبت إلى أبعد من ذلك فقد أرادت تشكيل دولة كردية من خلال الاستفتاء الذي أجرته عام 2017 مستغلة الظرف الأمني الذي كان العراق يمر به والأزمة السياسية حينذاك بسبب الحرب مع عصابات داعش، ولكن كانت لبغداد كلمتها ووضعت حدا لكل تلك المهازل وصار القرار المركزي ينطلق من العاصمة مهما كان الرأي الكردي، خاصة فيما يتعلق بتهريب النفط والعائدات غير النفطية وإيقاف التهريب والفساد الذي كان يمارسه الحزب الحاكم في أربيل.
وحول هذا الامر يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج في حديث لـ”المراقب العراقي” إن ” الوضع السياسي في كردستان ما يزال ضبابيا، حيث إن الانتخابات جرت قبل أكثر من سنة ولا توجد حكومة ولا برلمان لغاية الآن والأحزاب الكردية مشغولة بملفات النفط والرواتب”.
وأضاف أن “الخلافات وصلت لمراحل متقدمة بين الأحزاب الكردية والإقليم في حالة فوضى سياسية وأمنية واللجوء إلى بغداد هو لتخفيف الضغط على الحزبين الكرديين والهروب نحو الدولة الأم”.
وأكد السراج أن “بغداد ما تزال تقدم حلولا لكل الأزمات في الإقليم، ولكن لا توجد إرادة سياسية محلية لحلها، ومع قرب الانتخابات تحتاج الاحزاب الكردية لحالة من الإيجابية لتطمين الشعب الكردي”.
ويرى مراقبون أن بغداد اليوم وبفضل وجود كتل سياسية وطنية جعلت من الحكومة الاتحادية صاحبة الكلمة الفصل في العديد من القضايا المصيرية المتعلقة بتطورات الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والحروب الدائرة في محيط البلد، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني الذي أراد نشر مشروع “إسرائيل” الكبرى.
هذا وتُعتبر ملفات رواتب موظفي إقليم كردستان وتصدير النفط من الإقليم، من أهم المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل لكن وحدة المركز جعلت من كردستان تأتي وتتفاوض من أجل إيجاد مخرج لها، وبالفعل تم الاتفاق على أغلب النقاط المختلف عليها وفقا لما تراه الحكومة الاتحادية.



