في قلب قلعة كركوك، حيث تتشابك أزقة الزمن وتتداخل قصص الماضي، ترتفع القبة الخضراء المعروفة باسم “بغدادي خاتون” شامخةً رغم ما يحيط بها من غبار النسيان والإهمال، هذه القبة التي تعود للقرن الرابع عشر، والتي تعد من أجمل نماذج العمارة الإسلامية في شمال العراق، تمثل ذاكرة حية تتحدث عن حضارة غنية وتأريخ عريق.
بنيت القبة لتخليد ذكرى فتاة أو رمز نسوي من عهد الدولة الجلائرية، مزدانة بطبقات من القاشاني الأزرق والأخضر ونقوش كوفية هندسية تنطق بفنٍ لا مثيل له، لكنها اليوم تواجه مصيرًا مظلمًا، إذ تهددها يد الإهمال ونقص الرعاية، ما يجعلها صامدة بين أزقة المدينة، تئن تحت وطأة الإهمال والغياب.
تنتظر هذه التحفة التي تحمل عبق التأريخ مشروع ترميم يحفظها ويعيدها إلى مكانتها التي تستحقها، لتظل شاهدة على ماضي العراق الزاخر وحاضره الثقافي المشرق، بعيدًا عن ظلال الإهمال التي تحيط بها اليوم.
