زوارق الكوفة تعود للحياة بأنامل لؤي الفحام

في قلب محلة السراي بمدينة الكوفة، لا يزال صوت المطرقة يتردد في ورشة لؤي صالح الفحام، الذي يواصل مهنة صناعة الزوارق الخشبية أو “الأبلام”، مهنة توارثها عن والده قبل أكثر من أربعين عاما.
ويقول لؤي، أحد أقدم صناع الزوارق في المدينة، إنه تعلّم الحرفة من والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره، مشيراً إلى أن هذه المهنة تجري في عروقه، حيث نشأ وسط صوت الأدوات ورائحة الخشب، حتى أصبح “البلم” بالنسبة له أكثر من وسيلة نقل، بل رمز لحياة وتأريخ طويل.
ويصنع لؤي جميع أنواع الأبلام، ابتداءً من الصغيرة التي لا يتجاوز طولها أربعة أمتار، وصولاً إلى الكبيرة التي تصل إلى ثمانية عشر متراً، ويستخدم في ذلك أنواعاً متعددة من الأخشاب مثل الجاوي، التكي، الكالبتوز، والسدر، مؤكداً أن أدق التفاصيل، مثل القياسات، تلعب دوراً أساسياً في توازن البلم وسلامته.
ورغم تراجع استخدام الأبلام بعد دخول القوارب الحديثة، لا يزال لؤي متمسكاً بهذه المهنة، التي يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تراث مدينة الكوفة، لا سيما أن الزوارق كانت تمثل وسيلة أساسية للصيد والتنقل ونقل البضائع لأهالي المنطقة.



