اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الاعتراف بدولة فلسطين “فخ” غربي لتوسعة نفوذ الصهاينة وقضم غزة

المقاومة الإسلامية تتمسك بخيار السلاح


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يواصل الكيان الصهيوني، عدوانه الوحشي ضد قطاع غزة، منذ أكثر من عامين، في محاولة لإفراغه من السكان، لضمه الى خارطته التي يريد رسمها مجدداً، عبر اضعاف مواطن التهديد المتمثلة بالمقاومة الفلسطينية، وسط صمود أسطوري لشعب غزة، وصمت عربي وإسلامي يعكس تخاذل وهوان حكومات هذه الدول التي باتت تغض النظر عما يُرتكب، لحماية عروشهم من التهديد، وتكتفي باجتماعات وبيانات فارغة، لا تقدم أي جديد لشعب أنهكه القصف والتجويع والحصار.
وبالتزامن مع انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت دول غربية، اعترافها بدولة فلسطين، كخطوة لوقف الحرب الدائرة في غزة، وللضغط على حكومة نتنياهو لوقف الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، لكن مراقبين أكدوا، ان هذه الاعترافات هي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني لاستكمال عملياته التوسعية في فلسطين، سيما وان هذه الاعترافات تلتها تصريحات إسرائيلية بضرورة فرض السيطرة بشكل كامل على غزة والضفة الغربية، لمواجهة التحديات بحسب ادعاءاتهم.
يشار الى ان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترفت، أمس الأحد، بدولة فلسطين ليصل عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 159 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، لكن هذه الاعترافات وبحسب محللين، لن تنهي الحرب والعدوان، لكن في الوقت نفسه، ستفيد فلسطين دبلوماسياً، إذ من المؤمل ان تتحول دولة فلسطين الى عضو دائم في الأمم المتحدة، ما يمكنها من الضغط على الكيان الصهيوني وأمريكا، في الكثير من القرارات المصيرية.
ويرى محللون، أن الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين تمثل النفاق الغربي بعينه، فهذه الدول هي من دعمت وقوّت الكيان الصهيوني وأعطته الحجة بشن عدوان على غزة وجنوب لبنان واليمن وسوريا، واليوم تريد ان تغيّر صورتها أمام المجتمع الدولي، وتبرّئ ساحتها من جرائم إسرائيل البشعة عبر قرارات لا تغيّر من الواقع شيئاً.
المحلل السياسي جمعة العطواني يقول لـ”المراقب العراقي”: إن “النفاق الغربي وصل الى مرحلة لا يمكن ان يتخيلها أحد، ففي الوقت الذي يعطي كل الأسلحة حتى المحرمة دولياً الى الكيان الغاصب، من أجل الفتك بالشعب الفلسطيني، ويعطي الضمانات في مجلس الأمن الدولي بعدم إدانته، يأتي ليعترف بدولة فلسطين”.
وأضاف العطواني، أن “الغرب أعطى الإشارة لنتنياهو، من أجل السيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية، وضم المستوطنات في الضفة الغربية للكيان الغاصب، فأي أرض تعترفون بها لقيام دولة فلسطين؟!”.
وتساءل: “ما هي الآليات التي تترجم اعتراف الغرب بدولة فلسطين؟، وهل تم الضغط على الكيان الصهيوني من أجل إيقاف حربه ضد غزة، منوهاً الى انه بالأمس القريب، رفضت أمريكا والدول الغربية، قراراً يطالب إسرائيل بوقف عدوانه، وبالتالي فأن هذا النفاق لن ينطلي على الشعوب التي تعلم بنوايا الغرب”.
المتتبع لسياسة الكيان الصهيوني وأمريكا في المنطقة خلال السنوات الطويلة الماضية، يجد انه لا يوجد شيء اسمه “السلام مع إسرائيل”، وان المقاومة هي السبيل الوحيد لاقتلاع جذور الكيان الصهيوني من خارطة الدول العربية والإسلامية، وان وجوده يعني عدم الاستقرار واستمرار الفوضى خلال المراحل المقبلة.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مؤيد العلي، أن “قرار التقسيم الذي صدر عام 1947 كان ينص على قيام دولتين، دولة يهودية وهي إسرائيل وبجوارها دولة عربية وهي فلسطين، منوهاً الى ان الكثير من الدول اعترفت بإسرائيل كدولة في المنطقة، لكنها لم تعترف بفلسطين”.
وقال العلي لـ”المراقب العراقي”: إن “إيديولوجية محور المقاومة ترى ان وجود إسرائيل هو عبارة عن غدة سرطانية في المنطقة ويجب اقتلاعها من الجذور، وبالتالي فأن هناك دولة واحدة وهي دولة فلسطين”.
وأضاف، ان “هذه الاعترافات التي نراها هذه الأيام من قبل الدول الغربية، لن تحل القضية الفلسطينية، ولن توقف العدوان، لكن قد تكون لها إيجابيات على زيادة التمثيل السياسي والرسمي الفلسطيني في المحافل الدولية، وقد تنتقل فلسطين من عضو مراقب في الأمم المتحدة الى عضو دائم، وهذا له امتيازات دبلوماسية”.
وأوضح العلي، ان “جرائم الكيان الصهيوني البشعة، دفعت بعض الدول الغربية الى ان تراجع مواقفها، وتتخذ قرارات، للضغط على نتنياهو وحكومته التي أوغلت بقتل الفلسطينيين”.
ويرى مراقبون، أن الدولة الشرعية الوحيدة في المنطقة تأريخياً واجتماعياً هي فلسطين، وان الكيان الصهيوني فرضته قوى الاستكبار العالمي بين الدول الإسلامية، لنشر الفوضى والسيطرة على مقدرات هذه البلدان، مشيرين الى ان الطموح العربي والإسلامي يجب ان يكون أكبر من انتظار الدول الغربية، ان تعترف بفلسطين دولة، وان يتم سلك طريق المقاومة، لتخليص شعوب المنطقة، وإفشال مخططات أمريكا وإسرائيل التوسعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى