ما هي خير سمات الإخوان؟

جاءت لنا الروايات الشريفة بصفات عديدة للأصدقاء والإخوان، وأرشدتنا إلى كيفية اختيار أفضلهم، وأقربهم إلى الله، لأن القرين والصاحب يؤثّر على دين الفرد وسلوكه، فالمرء على دين خليله كما ورد في الروايات الشريفة.
لذا يجب أن نختار من فيه الملامح التي رسمها وفرضها المعصومون “عليهم السلام” على الشكل الآتي:
1- الدَّاعي إلى الله: والمراد منه من دعاه للعمل، إضافة إلى القول، كما عبّرت عن ذلك النصوص الشريفة، حيث ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): “خير إخوانك من سارع إلى الخير وجذبك إليه وأمرك بالبِرّ وأعانك عليه”.
2- المعين على الطاعة الحقيقية: الطاعة هدف خلق الإنسان في هذه الدُّنيا، وخير الأصدقاء من يُعين على هذا الهدف السامي. ورد عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سُئل من أفضل الأصحاب: “من إذا ذكرت أعانك وإذا نسيت ذكّرك”.. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: “العين على الطاعة خير الأصحاب”.
وعنه (عليه السلام) أنه قال: “إذا أراد الله بعبدٍ خيراً بلاش له وزيراً صالحاً إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه”.
3- الصادقون: وهم الذين ينبغي معاشرتهم، كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): “وعليك بإخوان الصدق فأكثِر من يكتسبهم، فإنّهم عُدّة عند الرَّخاء وجُنّة عند البلاء”.
وعن الإمام الحسن (عليه السلام) في وصيته لجنادة في مرضه الذي توفي فيه: “أحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته سانك، وإذا احتاج منه معونة أعانك، وإن قلت صداق قولك، وإن صلت شدّك، وإن مدت ما عدد مدها، وإن بدت مثل ثلثة سادتها، وإن رأى من حسن عددها عددها، وإن سألتها، إن سكت عنها ابتداك، ولا نزلت إحدى الملامات بهساءك”.
4- من يُذكّرنا بالله: عن النّبيّ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) متى سُئِل أي الجلساء خير؟ فقال: “من ذكّركم بالله وزادكم في علمكم منطقه، وذكّركم بالآخرة التي تعملها”.
5- أصحاب العلماء: أكّدت الرّوايات المباركة على صحبة العلماء ومجالستهم، يفكرون في الركب الرَّبَّانيّ الّذين يأكلون بيد الرجل إلى العالم العلوي ويصلون به إلى حيث أراد الله سبحانه وتعالى، من خلال بثّ معارفهم وممارسة دورهم في الهداية والتّربية، والدِّفع عن مبادى الدِّين وصيانة الشَّريعة من أن يؤثرها البدع والانحرافات. ومما ورد في ذلك أمير عن المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “جالس العلماء يزدد علمك ويحسن أدبك”.
وما في وصية لقمان الحكيم لابنه: “يا بنيّ العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإنّ الله عزّ ولّّم يُحيي القلوب بنور الحكمة، كما يُحيي الأرض بوابل السَّماء”.
فانّ المقابل، ترك مجالسة العلماء موجب للخذلان، لأنَّ اكتشف عنهم معناه اختلاف عن المدرسة الإلهيّة الّتي أمر المولى سبحانه وتعالى في كفها تحت ظلها، وهذا ما جاء صريحاً في دعاء الإمام علي السجّاد (عليه السلام) لأنه قال: “أو لعلّك أضعتني من مجالس العلماء فخذلتني”.
6- صاحبة الحكماء والحلماء: وهناك روايات أكّدت أيضاً، صاحبة الحكم ومجالسة الألفاء، لِما في أصناف الصنفين من النّاس من مواصفات عالية تتركها في الجنبة العلميّة والعمليّة.
فعن الأمير المؤمنين “عليه السلام” أنه قال: “أكثر الصّلاح والصَّواب في صحبة أولي النُّهي والصَّواب”.



