اخر الأخبارثقافية

وعشت بثغر الحرب مثل رصاصة

مرتضى التميمي

على ليلةٍ أرخى الوجومُ سدولَها

وأعلا نحيبُ الأمنيات عويلَها

شخصتُ على حزني الذي ظلّ شاخصاً

على وردة الأحلام حتى ينولَها

تشبثتُ في أشواكها لست مدركاً

بنزفِ يدي والجرحُ يقضم طولها

نظرت إلى الحزن الذي كان قامتي

وكان مجرّاتي وكان أفولَها

فلم يبقَ ضوءٌ في المجازات يُرتجى

لأن الرؤى العمياء أخفت سبيلَها

وقفت بصحراءِ الغيابِ مجرَّداً

فبوصلتي أعطتْ إلى الشكّ ميلَها

وليس لميزان السماءِ سوى يدي

لذا ألجمت دربُ الوصولِ خيولَها

وقيّدتِ الوقتَ الذي كان ناقتي

وأغرقتِ الصحراءُ جهراً دليلَها

ركعتُ فغارت في فم القبرِ رُكبتي

وحاولت ملء الحزن حتى أشيلَها

ولكنّ كفّاً من كوى اليأس شدّني

إليهِ فأومى للمُدى أن تزيلَها

سقطت على وجهي الذي كان آخرِي

ولم تُبدِ آياتُ الرؤى مستحيلَها

لذا لم أعدِ أهتمّ إن مِتُّ غارقاً

أسبّحُ أنفاسي وأتلو رحيلَها

أصلّي على عمري الذي كان جبهةً

تحاربُ بي دهراً وقد عشتُ فيلَها

وكنت وزيراً للرؤى حين تختفي

إذا الموتُ يغزوها وكنت قتيلَها

وعشت بثغرِ الحربِ مثل رصاصةٍ

تلوذُ بثغرٍ هادئ لن يقولَها

ولم أكن في يومٍ وريثاً لفرحةٍ

أنا ابنُ أرضِ الطفِّ عشت سليلَها

وأهديتها عمري وكل نضارتي

وناصيتي والظلمُ أفنى جميلَها

لذا غصتُ في رمل النهايات مدركاً

برازخَ أشواك محت أرخبيلَها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى