اخر الأخباراوراق المراقب

المولد النبوي.. كيف نغتنم هذه المناسبة العظيمة؟

في هذه الأيام تمرُّ على المسلمين وعلى البشرية كلها، ذكرى ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وهنا يتبادر لكثيرين هل اغتنم المسلمون هذه الولادة العظيمة، وهل استثمروا صفات الرسول صلى الله عليه وآله كما يجب، وهل استفادوا من السيرة الأخلاقية العظيمة لصاحب هذه الذكرى، حيث ورد في القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).

في الحقيقة عندما نكون منصفين ودقيقين في الإجابة، سوف نقول إن المسلمين لم يستثمروا السيرة النبوية المعطّرة كما ينبغي، ولم يستفيدوا من الصفات الأخلاقية النبوية التي قدمها الله تعالى على كل الصفات الأخرى للرسول (ص)، وذلك ما يُعدّ من أكبر حالات الإهمال عند أمة الإسلام، كونهم فقدوا مراكز القوة والتقدم بسبب تخليهم أو إهمالهم لهذا الدرس العظيم.

مع أننا يجب أن نغتنم هذه المناسبة المباركة ولادة أبي القاسم محمد (ص)، وكذلك عند ولادة أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام، فالمطلوب هو البحث والاطلاع على سيَرهم، ومعرفة صفاتهم جيدا والتحلي بها، كونهم نماذج أخلاقية تربوية علمية ودينية لا يصح الجهل بها مطلقا، لذا علينا أن نفرح في هذه المناسبة المباركة وأن نتحلى بأخلاق صاحبها، ونحييها كما يجب.

وما ينبغي التذكير به، أن هذه المناسبة أحقّ أن تكون المناسبة الأهم في حياة المسلمين، بل عند البشرية كلها، لما يتحلى به الرسول صلى الله عليه وآله، وأئمة أهل البيت عليهم السلام، من صفات وسمات وملَكات، هي أقرب إلى التكامل الأخلاقي الإنساني التام، ومن يحذو حذوهم لن يخيب ولن يضل، طالما تمسك بأهل البيت عليهم السلام.

التمسك بأخلاق صاحب الذكرى

خصوصا أننا نعيش في عصر متقلّب سريع متذمر، يكاد لا يثبت على قرار، لهذا ينبغي التمسك بأخلاق صاحب هذه الذكرى المعطّرة، وإبداء الاهتمام والاحتفال بها كما يجب، وهنا يتبادر سؤال آخر أيضا، هل نحن كمسلمين نفعل كما يحتفل المسيحيون في ولادة المسيح عليه السلام؟

بالطبع الوقائع التي عايشناها ورأيناها بأعيننا تؤكد أننا كمسلمين مقصّرون في هذا الجانب، وأننا لم نحتفل ولا نهتم بهذه المناسبة كما ينبغي، بل إننا عاجزون عن الإتيان بأقل ما يقوم به المسيحيون في ولادة نبيّهم المسيح عليه السلام.

وهناك تنبيه أو إشارة لابد من التذكير بها، وإعادتها في جميع المناسبات، وهي التأكيد على حتمية وأهمية الاحتفال بهذه المناسبة وأمثالها للائمة الأطهار بأفضل الاحتفالات، وإحياء المراسيم اللازمة، بالإضافة إلى إقامة الأنشطة التثقيفية التي ترفع من مستويات الوعي عند المسلمين بالأخص أولئك الذين يجهلون المنظومة الأخلاقية النبوية الخالدة.

ولابد من العمل المستمر على إحياء هذه المناسبة (ولادة الرسول) ومثيلاتها، حتى يتعرف شباب اليوم إلى تفاصيل تلك السيرة المباركة، ولكي يتم بناء منظومة أخلاقية عظيمة يتحلى بها المسلمون والعالم أجمع.

أما طبيعة احتفالات المسلمين بهذه المناسبة، فمن الأصحّ أن تُقام الاحتفالات والأنشطة التي تضاهي وترتفع إلى مستوى هذه المناسبة، فالمسيحيون مثلا عندما يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام، فإن أول شيء يقومون به هو إيقاف جميع أعمالهم وأنشطتهم، ويتفرغون بشكل كامل لإحياء هذه المناسبة أفضل إحياء.

كذلك تقوم الشركات بغلق أبوابها وإيقاف أعمالها لأربعين 40 يوما، حيث يتم تخصيص هذه الأيام التي تفوق الشهر للاحتفال بمناسبة ولادة المسيح عليه السلام، وإحياء الشعائر الخاصة بهذه المناسبة، وعلينا أن نتصور تعطيل كل شيء لمدة أربعين يوما من أجل الاحتفال بمناسبة ولادة المسيح.

وعند الاحتفال بهذه المناسبة المباركة (ولادة الرسول الأكرم)، يجب ألا يقتصر الاحتفال على توزيع الحلوى والعصائر، وألا يركن الناس إلى إظهار بشائر الفرح فقط، وإنما يجب أن ترافق هذه المراسيم أنشطة ثقافية عديدة وعميقة تركز على رفع المستوى الثقافي للناس عموما وللشباب على وجه الخصوص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى