الاحتلال الصهيوني يواصل اقتطاع الأراضي السورية

من التوغل إلى الاعتقال
المراقب العراقي/ متابعة..
بعد أن ركز الاحتلال الصهيوني عملياته في سوريا على القصف واستهداف البنى التحتية والمطارات يغير سياسته نحو اعتقال العشرات من أبناء سوريا، في ظل الصمت المطبق من نظام الحكم هناك، والذي لم يحرك ساكنا أو يعترض على سياسة الاحتلال التوسعية.
هذا الصمت جعل النظام السوري الجديد الذي يقوده الإرهابي الجولاني الذي يُعرف اليوم باسم أحمد الشرع، في دائرة الانتقاد من قبل الرأي العام السوري والعربي بشكل عام حيث إن الجولاني دائما ما كان ينادي بالقضية الفلسطينية ووحدة الأراضي السورية لكنه سرعان ما تخلى عن ذلك بعد وصوله إلى الحكم.
واليوم الأربعاء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 7 شبان في عملية توغل داخل بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة في شمالي جنوب سوريا، وفق ما أفادت به قناة “الإخبارية” السورية الرسمية.
وأوضحت القناة أن القوات الصهيونية المقتحمة نفذت مداهمات واعتقالات بين أبناء البلدة، وسط إجراءات عسكرية مشددة، في حين أُطلقت قنابل مضيئة في سماء المنطقة.
ويأتي هذا التوغل بعد أسبوع واحد فقط من عملية مماثلة في بلدة سويسة بريف القنيطرة الجنوبي، حيث اعتقل الجيش الصهيوني شابا، بالتوازي مع مداهمات وتفتيش لمنازل وتصدي الأهالي للقوات المتوغلة.
وخلال أغسطس/آب الجاري وحده، نفذ الجيش الإسرائيلي 4 عمليات توغل في القنيطرة، شملت بلدات الصمدانية وعين العبد، إضافة إلى توغلات في بلدات أخرى.
وجاءت هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل جنوب سوريا، تخلله في الأيام الماضية تحليق مكثف للطيران الحربي فوق محافظتي درعا والقنيطرة، إلى جانب عمليات برية شملت مداهمة منازل واعتقال عدد من المدنيين.
وتشهد المنطقة تغيرات ميدانية منذ انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 بين سوريا و”إسرائيل”، عقب سقوط النظام السابق في دمشق عام 2024.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، التي تولت السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم تُظهر أي تهديد تجاه تل أبيب، حيث واصل الجيش الصهيوني توغلاته وغاراته الجوية التي أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع وآليات للجيش السوري.
ومنذ 7 أشهر، يفرض “الجيش الإسرائيلي” سيطرته على جبل الشيخ السوري وشريط أمني يمتد حتى 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية الجنوبية، ويخضع ضمنه أكثر من 40 ألف سوري للسيطرة الإسرائيلية المباشرة.
وتحتل “إسرائيل” منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، لكنها وسعت رقعة احتلالها بعد الإطاحة بنظام الأسد أواخر 2024، عبر السيطرة على أراضٍ إضافية داخل محافظة القنيطرة.



