بعد عقدين من الرعب الأمريكي.. أبطال العراق يُسقطون بعبع وادي حوران في الأنبار

عملية خاطفة تمزّق أوكار الإرهاب بصحراء النار
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
بعد سنوات من التهويل الإعلامي، أعلنت القوات الأمنية فرض سيطرتها على وادي حوران بحملة دهم وتفتيش استهدفت الوادي وأسفرت عن تدمير مضافات للتنظيمات الإجرامية، وتوجيه ضربة قاصمة لها، بالتزامن مع بدء الانسحاب الأمريكي من أراضي البلاد، لتطوي صفحة استغلتها بعض الجهات لترهيب المجتمع وزعزعة الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي عملية لم تدُمْ إلا ساعات استطاعت القوات الأمنية مسنودة بقطعات الحشد الشعبي أن تفرض كامل سيطرتها على المنطقة وإعلانها خالية من الإرهاب، بعد أن اُشيع أنها عصية على القوات الأمنية، وتشكل تهديداً لأمن البلاد، إذ يمتد الوادي لمسافة 369 كيلومترًا من الحدود السعودية إلى نهر الفرات، ويتميز بتضاريسه الوعرة، ما سهّلَ على العصابات الإجرامية اتخاذه ملاذاً لها على مدى سنوات طويلة.
ويصف خبراء في مجال الامن بأن وادي حوران منطقة معقدة جغرافياً لكن تم تهويل خطورتها من قبل الامريكان لتوفير مكان آمن للعصابات الإجرامية داخل الأراضي العراقية، خاصة بعد عام 2014 وعمليات التحرير التي خاضتها المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي والقوات الأمنية، وتمكنت من خلالها تطهير غالبية المناطق في المحافظات الغربية، مشيرين الى أن القوات الامريكية منعت على مدى الأعوام الماضية شنَّ ضربات جوية على هذه المنطقة إلا بأمر منها، وهو ما يعتبر بمثابة حماية للجماعات الاجرامية بالعراق.
وتأتي هذه العملية بالتزامن مع التحذيرات التي تتحدث عن خطورة الأوضاع على الحدود العراقية السورية، وخشية تسلل الإرهابيين الى البلاد، لتشكل ضربة لآخِر مضاجع الإرهاب في البلاد، وتؤكد أن العراق قادر على مواجهة المخاطر والتحديات الأمنية بعد انسحاب واشنطن العسكري، على عكس ما يُروج له المطالبون ببقاء الامريكان في العراق بحجة عدم جاهزية القوات الأمنية.
وظهر مدير مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي، بمقطع فيديو بوادي حوران في محافظة الأنبار، مؤكداً أنه مُؤمَّنٌ بشكل كامل وتحت سيطرة القوات الأمنية العراقية، مشيراً الى أن القوات الأمنية من الأصناف كافة واقفة الآن في منتصف وادي حوران بمنطقة الحسينات التي كانت في يوم ما معقدة جغرافيا وتحتوي على أعداد كبيرة من الإرهابيين.
وحول هذا الموضوع يقول الخبير الأمني عدنان الكناني لـ”المراقب العراقي” إن “تطهير وادي حوران نصر كبير تعوّدنا أن نسمعه دائماً في أي معركة تخوضها القوات العراقية على مختلف صنوفها، مشيراً الى أن أبطال القوات الأمنية نفذوا واجبات كبيرة لتطهير الأرض من براثن الإرهاب”.
وأضاف الكناني أن “هذه العملية جاءت لتؤكد أن صفحة داعش الإجرامي انتهت بشكل تام، وما يوجد سوى جيوب هنا وهناك لا تشكل أي تهديد لأمن واستقرار البلاد، وستكون لهم القوات الأمنية بالمرصاد”.
وأشار الى أن “القوات الأمنية اليوم قادرة على ضبط إيقاع الامن الداخلي وحماية الحدود من أي اعتداء خارجي، والقوات الامريكية ليس لها أي دور يُذكر في إعادة الأمن الى كافة أراضي البلاد”.
وأوضح الكناني أنه “لم يرَ أي عملية للأمريكان ضد التنظيمات الاجرامية، مجرد أحاديث وأرقام لا وجود لها على أرض الواقع”.
تطهير وادي حوران وإعلانه خالياً من الإرهاب يأتي رداً على الادعاءات التي تروج لعدم قدرة القوات العراقية على تنفيذ عمليات أمنية ضد المجاميع الإجرامية دون إسناد من الامريكان، إذ جرت العملية دون أي دور للقوات الامريكية أو ما يُعرف بالتحالف الدولي، الامر الذي يؤكد جاهزية العراق لحماية أرضه من أية اعتداءات خارجية.
وتواصل القوات الأمنية توجيه الضربات للجماعات الإجرامية منذ سنوات، إذ تشهد المحافظات الغربية، عمليات دهم وتفتيش بشكل يومي، إضافة الى العمليات التي ينفذها صقور الجو والتي أسفرت عن مقتل المئات من الإرهابيين في مختلف مدن البلاد.



