دماء الشهداء الزكية تُثبّت أقدام المقاومة بالمواجهة وتعبّد الطريق نحو النصر

كتائب حزب الله: الرهوي كان رمزاً للصمود
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يواصل الكيان الصهيوني جرائمه ضد شعوب المنطقة، وسط صمت الحكومات العربية، والعالم الغربي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ورفضه للانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية، إذ لم تتوقف الهجمات العدوانية التي تشنها إسرائيل بمساعدة أمريكا في غزة واليمن ولبنان، إضافة الى استمرار التهديدات ضد الدول الأخرى من بينها العراق، لتصبح منطقة الشرق الأوسط تعيش تحت اضطرابات وفوضى صنعتها أمريكا، لتحقيق مشروعها الاستكباري المعروف بالشرق الأوسط الجديد.
كل هذه الضربات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني تهدف الى زعزعة ثقة المقاومين، وجعل غزة منعزلة بلا مناصرين، وإبعاد أية مجموعة تحاول الوقوف بوجه المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، خاصة مع إصرار قوى المقاومة على مواصلة العمليات ضد إسرائيل، وتوجيه ضربات تستهدف تل أبيب، وهو ما دفع الاستكبار العالمي الى توسيع جرائمه في الآونة الأخيرة ضد اليمن ولبنان وغيرهما من البلدان المقاومة.
جريمة جديدة أضيفت الى سجل الكيان الصهيوني الدموي، وهي استهداف قيادة الحكومة اليمنية التي أسفرت عن استشهاد رئيس الوزراء أحمد الرهوي ومجموعة من وزرائه، بعد ان تم استهدافهم في ورشة عمل اعتيادية تقيمها الحكومة لتقييم نشاطها وأدائها خلال عام من عملها، فيما توعدت حركة أنصار الله، الكيان الصهيوني بالرد على هذه الجريمة، مؤكدة: “معاهدتها الله والشعب وأسر الشهداء والجرحى بأخذ الثأر، ومواصلة مسيرة البناء للقوات المسلحة والتطوير لقدراتها”، فيما دعت “الشركات الموجودة في كيان الاحتلال بالمغادرة قبل فوات الأوان”.
من جهتها، أدانت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، الغارة الغادرة التي شنّها الكيان الصهيوني والتي أدت الى استشهاد رئيس الوزراء اليمني أحمد الرهوي وثلة من رفاقه، مشيرة الى ان هذا العدوان يأتي ضمن سلسلة الاعتداءات الصهيونية الهمجية على يمن الصمود.
وذكرت كتائب حزب الله في بيان تلقته “المراقب العراقي”، أن “الشهيد الرهوي كان رمزًا من رموز الصمود، وقائدًا من قادة المسيرة، وقد ختم بدمه الطاهر، صفحات مواقفه المشرّفة في نصرة فلسطين ومقاومتها الباسلة، مؤكدًا بذلك، أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مواقفه، وأن دماء قادته وأبنائه، ستعزز الثبات والصمود في مسيرة جهاده”.
واختتمت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، بيانها بالقول، “إننا إذ نودع هذا القائد العزيز، نؤكد أن دماءه الزكية ستضاعف العزائم، وستظل المقاومة وفية لفلسطين وغزة، وأن هذه الجريمة ستبقى شاهدًا أبديًا على زيف ادعاءات العالم الغربي، الذي كشف عن وجهه القبيح بدعمه المتواصل للكيان، وأثبت أنه شريك للصهاينة في كل قطرة دم سالت من أطفال ونساء غزة”.
قوى المقاومة في المنطقة أكدت في بيانات متفرقة، مواصلة حربها ضد الكيان الصهيوني، مبينة، ان جرائم الإبادة والانتهاكات لن تغير شيئاً من عزيمتها، وان دماء مجاهدي المقاومة الإسلامية التي تهدر يومياً، دفاعاً عن غزة، ستكون حافزاً لمواصلة الدفاع عن مقدسات الأمة، في وقت عجزت فيه ما تسمّى بـ”الدول العربية والإسلامية” عن إعلان موقفها بشكل واضح من الجرائم التي يرتكبها الكيان الغاصب ضد المدنيين في غزة.
ويقول المحلل السياسي محمود الهاشمي لـ”المراقب العراقي”: إنه “علينا ان نعرف إننا في حرب، وجميع محاور المقاومة ومناصريها هم في هذه الحرب، مشيراً الى ان العدو الصهيوني لا يعترف بأيٍ من قواعد الاشتباك وقيم الحرب، لذلك هو يشن حملات إبادة تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ”.
وأضاف الهاشمي، أن “الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا، يستخدم جميع الأدوات، لتحقيق مشروعه التوسعي، فهو استخدم الحصار والتجويع والتعطيش والقتل، وبالتالي فأننا نواجه خصماً بلا قيم”.
وأشار الى انه “على قوى المقاومة الإسلامية ان يكونوا على وعي تام بالانحدار الأخلاقي للكيان، وان لا يكشفوا أوراقهم للعدو، لأنه سيستهدفهم بلا رحمة، وأقرب دليل استهداف الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء اليمني”.
وشدد على “ضرورة ان ترد قوى المقاومة على العدوان الصهيوني بنفس القوة أو أكثر حتى لا يتمادى الاحتلال بجرائمه، وحتى تعرف إسرائيل، ان المقاومة الإسلامية صامدة ومازالت تحتفظ بقوتها وفي جعبتها الكثير لم تره بعد”.
الجدير ذكره، ان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، أكد في كلمة متلفزة، ان اليمن سيثأر من الكيان الصهيوني عن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اليمني وعدد من الوزراء والذين ارتقوا يوم الخميس الماضي في غارات صهيونية، مشيراً الى ان “أياماً سوداء تنتظر الكيان الصهيوني”.



