كفاح الامام الحسن العسكري “ع”

إن كفاح الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) نحو إصلاح النفوس لم يكن عن طريق سرد الوصايا والعظات، بل كان(عليه السلام) مؤدِّباً ومرشداً ومعلماً بسيرته العطرة وسلوكه السويّ بين عموم الناس، حتى إنه ضرب أروع الأمثلة في تجسيد الخلق المحمّدي الرفيع مما كان له الأثر الكبير في هداية المنحرفين الذين أقبلوا عليه وعلى نهجه القويم، فكان (عليه السلام) قدوة في السلوك لمن عاصره وموضع إعجاب محبيه وأعدائه على السواء.
وعلى سبيل المثال ان “علي بن نارمش” وهو من أنصب الناس وأشدهم على آل أبي طالب، وهذا الشخص كان سّجاناً للإمام وموضع ثقة السلطان، بفضل سلوك الإمام العبادي والأخلاقي، انقلب حاله وكيانه، فخرج من عند الإمام وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولاً.
(وعندما كان الإمام (عليه السلام) في سجن صالح بن وصيف، أمرت السلطة العباسية أن يضيق عليه ولا يوسع،، فقال لهم صالح أنه قد وكل به رجلين هما “شرّ من قدرت عليه”، ثم أمر بإحضارهما، وعندما سألهما عن حال الإمام، قال الموكّلان أنهما رأوا منه أمراً عجيباً، حيث كان يصوم النهار ويقوم الليل كله، ولا يتكلم إلا في العبادة، وكان منظرهما مخيفاً ومرعباً، وكاد أن يصيبهم الخوف والذهول من فرط عبادته وتقواه.



