العراقيون يتنافسون على لقب “خادم الحسين” بمواكب الزيارة الأربعينية

في الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
هناك الكثير من الأمور المميزة التي تواكب الزيارة الأربعينية المقدسة، ولعل أجملها هي حالة “ذوبان الأسماء”، فبمجرد أن تخرج من بيتك قاصداً الإمام الحسين “عليه السلام” يتحول اسمك الى (زائر الحسين)، وبمجرد وقوفك في أحد مواكب الخدمة، يتحول اسمك الى (خادم الحسين)، لذلك نشاهد على طول الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة، الآلاف من المواطنين العراقيين يتنافسون على لقب “خادم الحسين” في مواكب الزيارة الأربعينية التي يتباهى أصحابها بإنهم “خدمة” مثلما يقول الشاعر هاشم العربي في دارميه الشهير “كل الخدم تنهان شفناها بالعين، بس بكرامة يعيش خدام الحسين”.
الكثير من المواطنين يرون في الزيارة الأربعينية، فرصة لتقديم الخدمة، تقرباً لله سبحانه وتعالى، ولرسول الله وآله “صلى الله عليهم أجمعين”، فتراهم يتزاحمون ويتراكضون باتجاه الزائرين بهدف الحصول على ثواب تقديم هذه الخدمة المباركة، على طريق سيد الشهداء “عليه السلام”.
وقال المواطن هاشم محمد: إن “أهل المواكب ينتظرون موعد الزيارة الأربعينية كل عام، فهي بالنسبة لهم فرصة لتقديم الخدمة للزائرين القاصدين لمرقد سيد الشهداء، فهم على يقين تام بإنهم سيحصلون على ثواب عظيم من الله سبحانه وتعالى، إذ إن زيارة الأربعين هي مناسبة لبيان ما قدّمه الإمام الحسين “عليه السلام” كرمز للتضحية وإيصال رسالة مفادها، ان الزيارة هي وفاء لقيم الإمام الحسين “ع”، وتجسيدًا للوحدة والتكاتف بين المسلمين”.
وأضاف: إن “من يشاهد المناظر المبهرة للمواكب الموجودة على طرق الزائرين، سيقول في نفسه، ان هؤلاء الناس هم المخلصون الحقيقيون للنبي وآل بيته الطيبين الطاهرين، فهم يقدمون جميع ما يستطيعون من المأكولات والمياه والعصائر والخدمات الطبية، وهذه الحالة لن تجد مثلها في جميع أنحاء العالم”.
على الصعيد نفسه، قال المواطن عمار منصور: إن “التزاحم على خدمة الزائرين في كل عام، يعدّه أصحاب المواكب والمشاركون في تقديم الأطعمة أقل خدمة يقدمونها للإمام الحسين “عليه السلام”، والذي علمهم على ان الجود بالنفس أقصى غاية الجود، فهو المضحي بالروح والعيال، من أجل اعلاء كلمة الإسلام”.
وأشار الى ان “المواكب أصبحت تمثل رمزاً جديداً من رموز العراق بسبب الكرم الكبير لأصحابها، فلا غرابة من اعتمادها كتراث عالمي من قبل اليونسكو”.
ومن جانبه، قال الشيخ علي الشويلي: إن “أحد القيّم الدينية التي ترسخها زيارة الأربعين، الانصهار في قيّم الدين من ناحية إهمال مكانة وشأن العرق واللون والبلد واللغة والجغرافيا، فهذا المظهر الديني الحقيقي والأخلاقي والحضاري، يتجلى في زيارة الأربعين، ويجب أن يتجلّى في كل الأزمنة والأمكنة”.
وأوضح، إن “هذه القيمة المعنوية والعملية البارزة والظاهرة في الزيارة قيمة دينية أساسية، ومن أصول الأخلاق الإسلامية في عدم الفرق بين الناس إلا بتقواهم وأعمالهم الصالحة، وتجاهل الفوارق الشكلية العرقية والقومية واللغوية والمناطقية وغيرها، وقد جاء القرآن وروايات النبي وأهل بيته “صلوات الله وسلامه عليهم” بذلك، قال تعالى: “إِنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم”.



