اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

“دوانم” أطراف بغداد.. هروب “إيجابي” من زحام وتلوث المدن

سعة الأمكنة أبرز مميزاتها


المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
برزت في المدة الأخيرة، ظاهرة شراء الدوانم الزراعية في أطراف بغداد والسكن فيها، لتوفّر العديد من الإيجابيات، ومنها توفّر الهواء النقي فيها والتي تجعل منها هروباً “إيجابياً” من التلوث المنتشر في أجواء المدن، فضلا عن التخلص من زحام السيارات المسببة للضوضاء والتلوث السمعي الذي يعد ظاهرة مستشرية في العاصمة التي أصبحت تضم في ثناياها الملايين من البشر، متحملة أكثر من الطاقة الاستيعابية لها بمرات عديدة، فلا غرابة من تنامي هذه الظاهرة بسبب الهدوء وسعة الأمكنة التي تعد أبرز مميزاتها .
المواطن فيصل جبار قال: إن “الكثير من الأسر قد أصبحت تبحث عن أماكن واسعة لـ”لم شمل أفرادها”، بعيداً عن الزحام الذي يضايق الأهالي من كبار السن الذين أصبحوا لا يطيقون العيش في الأمكنة المزدحمة، ويفضلون شراء الدوانم الزراعية في أطراف بغداد التي تعد سعة الأمكنة أبرز مميزاتها، فضلا عن نقاوة الأجواء”.
وأضاف: إن “الدوانم تتيح للأسر بناء منازل مريحة، وفيها أجواء أسرية أفضل من المدن التي يضطر المواطنون الى التفرق في منازل متعددة، وهي حالة اجتماعية تسهم في تقوية الأواصر الأسرية، بما يسهم في الحفاظ على نسيج الأسرة من التشرذم والشتات، الذي أصبح حالة واضحة في المدن الكبيرة، على الرغم من قوة نسيج المجتمع العراقي بصورة عامة”.
على صعيد متصل، قال المواطن سامي علوان: إن “شراء الدوانم يمثل نوعاً من العودة الى الجذور، وهذا ما شعرت به بعد ان سكنّا في هذه الدوانم، إذ شعرنا بإننا نعتبر امتداداً الى أصول أهلنا الفلاحية، وهذا الأمر ان نظرنا اليه من الناحية الاجتماعية، نجد الكثير من النواحي الإيجابية التي تعيدنا الى الماضي الذي كان يعيشه أجدادنا وآباؤنا”.
وأضاف: ان “الوالد هو صاحب فكرة شراء الدوانم والسكن فيها، وقد شعرنا بالانزعاج منها في بداية الأمر، ولكن بعد نقاش طويل توصلنا الى ان العيش في هذه الأمكنة سيكون مجرد تجربة، وان لم تكن ملائمة للأسرة، فسيعود الجميع الى منازلهم في أقرب فرصة، ولكن الذي حدث هو القبول بالوضع الجديد لشعور الجميع بجمالية العيش بهدوء في هذه المناطق التي لم نتعود على العيش فيها في السابق”.
من جهته، قال المواطن رياض غالب: إن “العيش في أجواء البساطة هو شعور لم نلامسه في حياتنا إلا في الوقت الحالي، وبعد ان تعودنا على رائحة الأشجار والخضرة التي تحيط بمنازلنا التي تختلف عن المنازل الضيقة في المدينة المزدحمة بالسيارات والبشر”.
وأضاف: ان “من يدخل الى منزلنا الحالي، يشعر بالراحة النفسية، لوجود الأجواء الريفية الممزوجة بالهواء النقي البعيد عن المصانع والمعامل والغبار، فضلا عن وجود الروابط الأسرية التي أصبحت أقوى من السابق بحكم تواجد جميع الأبناء تحت ظل أسرة واحدة، وهو ما كنا نفتقده عندما كنا نعيش في مركز العاصمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى