اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

انخفاض الدولار ينعش الأسواق العراقية ويزيد الحركة التجارية

الدينار يستعيد عافيته أمام الورقة الخضراء


المراقب العراقي / أحمد سعدون..
بعد فترة طويلة من الاستقرار أو الانخفاض البطيء جدًا، شهدت الأسواق العراقية خلال الأيام القليلة الماضية تراجعا متسارعا بخصوص أسعار صرف الدولار أمام الدينار العراقي أدى الى الانخفاض في السوق الموازي خلال الفترة الحالية ، مما انعكس إيجابا على الحركة التجارية وأنعش الأسواق العراقية.
حيث كان الدولار قبل سنوات يتراوح على سعر يزيد او ينقص عن 150 الف دينار لكل 100 دولار وتجاوز هذا الرقم في بعض الفترات حتى وصل الى أكثر من 160 الف دينار، ولكن مع بداية شهر نيسان الماضي انخفضت أسعار الدولار في العراق بشكل متسارع، حتى وصلت الآن الى ما دون 140 الف دينار لكل 100 دولار.
ورأى خبراء الاقتصاد أن تراجع أسعار الدولار في العراق يعكس متغيرات متعددة في الطلب والعرض داخل السوق المحلية ، مبينين أن السبب الأساس لهذا الهبوط يعود إلى انخفاض الطلب على الدولار في السوق الموازي، مع زيادة ملحوظة في عرض العملة الصعبة داخل السوق ، لافتين الى أن هذا التوازن الجديد ساهم في تقليص الفجوة بين السعر الموازي والسعر الرسمي، بالإضافة الى تراجع ثقة بعض المستثمرين المحليين بالدولار نتيجة التذبذب وعدم الاستقرار مما قلل اعتمادهم عليه كأداة ادِّخار ، خاصة مع تزايد التوقعات بانخفاض قيمته مقابل الذهب مما دفع الكثير منهم باتجاه تصريف ما بحوزتهم من الدولار وتحويله الى الذهب كملاذ آمن مما زاد من عرض الدولار في السوق .
ولفت الخبراء الى أن ارتفاع كميات الدولار القادمة من خارج العراق خصوصا من الاستثمارات الأجنبية والتحويلات المالية للشركات الدولية عزز أيضا حجم المعروض من الدولار دون الارتباط بمبيعات النفط.
وكان لسياسة الإصلاح المالي التي أعلنت عنها الحكومة دور إيجابي حيث قام البنك المركزي العراقي بخفض الكتلة النقدية من الدينار والمصدرة بأكثر من 6 تريليونات دينار خلال الأشهر الستة الماضية، لتنخفض من 104 تريليونات إلى نحو 98 تريليون دينار وهذا الانكماش أدى إلى ارتفاع قيمة الدينار بشكل نسبي، ما ضغط على سعر الدولار نحو الأسفل.
كما أن التضييق على قنوات تهريب النفط في منافذ كردستان قلص أيضا من حجم الدولارات المطلوبة لهذه الأنشطة وأسهم بتخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
ومن جانبه أكد المهتم بالشأن الاقتصادي صالح مهدي الهماش في حديث لـ” المراقب العراقي “، أن اغلب التجار اتجهوا نحو منصة بيع الدولار التي أعلنت عنها الحكومة مما ساهم في انخفاض الطلب على السوق الموازي.
وأضاف الهماش أن “هذا الانخفاض سببه ايضا الركود الاقتصادي العالمي بسبب حرب الرسوم الجمركية، التي دفعت إلى تراجع نسبة التجارة حتى لدى العراق بشكل كبير ، لافتا الى أن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتاً، وربما يعاود الارتفاع مجدداً في حال تمت زيادة طلبات الاستيرادات الخارجية المختلفة، فهنا يكون الضغط على طلب الدولار من السوق الموازي، فيعاود الارتفاع مجدداً”.
وبين الهماش أن “سعر صرف الدولار يعتمد على العرض والطلب، والعرض حالياً كثير والطلب قليل بسبب التخوف الاقتصادي بصورة عامة في عموم المنطقة والعالم، وليس العراق فقط “.
وتوقع أن “يستمر الانخفاض والمحافظة على أسعار صرف الدولار الحالية الى نهاية 2025 وبعدها سيرتفع تدريجيا حسب عرض السوق والطلب العالمي ووفق المتغيرات الظرفية التي تمر بها الدول الكبرى”.
وفي ظل هذه المؤشرات من المتوقع أن يواصل الدولار تراجعه ليقترب من مستويات مقاربة لما أعلنت عنه الحكومة في المنصة بـ 1332 الف دينار أمام 100 دولار، ما لم تحدث تغييرات جوهرية في السياسة النقدية أو الوضعين الإقليمي والدولي. حسب رأي مختصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى