ما الذي ينتظر لبنان؟

غسان ملحم
من المرجح أن يكون هذا الصيف ساخنًا في لبنان بالمعنى السياسي، وربما بالمعنى الأمني. قد يشهد البلد قريبًا أحداثاً غير مسبوقة، سياسية وأمنية، بطريقة دراماتيكية.
ثمة مؤشرات عديدة تفيد بذلك، بل تدفع إلى الاعتقاد بأن المرحلة التاريخية الراهنة هي في غاية الخطورة، وقد تكون الأخطر، أو من الأخطر، على الإطلاق، نظرًا لتشابك العديد، بل الكثير، من المسارات والاتجاهات، بما فيها من المحاذير والمخاطر والتعقيدات. فما الذي ينتظر لبنان؟ هل تندلع الحرب من جديد، وهي لم تنتهِ بعد؟ وهل تقع الحرب على أكثر من جبهة خارجية وداخلية؟
تفاقم الأوضاع في لبنان
يتفاقم سوء الأوضاع عامة في لبنان، بعد سنوات عدة على استفحال الأزمة، ومن ثم اندلاع الحرب، مرورًا بالحصار، كما الانهيار المالي في القطاع المصرفي والانفجار في المرفأ التجاري، حتى باتت الأحوال الصعبة، لا تُحتمَل ولا تُطاق.
لم تهدأ ولم تستقر الأوضاع في لبنان، رغم إعلان وقف إطلاق النار، حيث يستمر العدوان الصهيوني تجاه لبنان. كذلك، يستمر التدمير والتخريب في الجنوب والضاحية الجنوبية وبعلبك، كما العمليات الأمنية والاغتيالات، ناهيك عن الاستهدافات العشوائية التي يقوم بها الاحتلال.
لم تنتظم الحياة السياسية، رغم انتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف الحكومة، كما إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية، ومباشرة التعيينات في الدولة، والتحضير لإجراء الانتخابات النيابية. الأمور معقدة. والاشتباك السياسي إلى تصاعد وفي ذروته، في حين ينقطع الحوار الوطني، ويسقط الاتحاد الوطني بالموقف والخطاب، إبان الأزمة والحرب والعدوان والمأزق، بسبب التموضعات والاصطفافات الفئوية والجهوية.
اذا لم تستقر الأوضاع الأمنية والسياسية، ولم تنتعش بعد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد، رغم كل ما يُحكى ويُقال. فالمطلوب للبنان، حتى حينه، ثلاثة أمور: عدم الاستقرار، وعدم الانتعاش وعدم الازدهار. وهذا ما تريده “إسرائيل” ومن معها. كما أنها لن تقبل بأن يستفيد لبنان من أي آفاق أو فرص استثمارية، يجري الحديث عنها أو ترويجها أو تداولها، وذلك حتى إشعار آخر.
وقد تزيد المستجدات الإقليمية من وطأة التحديات أمام البلد، مع تسارع إيقاع التطورات الطارئة مؤخرًا وراهنًا. وهو الأمر الذي قد يزيد بالتبعية من صعوبة تقدير الموقف لاستشراف المستقبل في هذه اللحظة السياسية والتاريخية، المفصلية والمصيرية، وفي هذه المرحلة السياسية والتاريخية، المؤقتة والانتقالية. فالأحوال في المنطقة لم تستقر بعد، والمعادلات والتوازنات في الإقليم لم تنتهِ إلى صيغ نهائية.