Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الأخبارثقافية

مسرحية الأب .. صورة الممثل تحتل مخيلة المشاهد بقوة وسحر

 في وقت نقترب فيه من عيد الأب المحدد في 21 حزيران الجاري، وفي عمل أكاديمي هو الأول لـ غارسيس كنعان حاز جائزة: المونو دور، كأفضل عرض في مسابقة بين مشاريع تخرج الطلبة، وتحول إلى عمل جماهيري.

40 دقيقة لمسرحية: الأب، إخراج الشاب غارسيس كنعان، هي مشروع تخرجه متعاوناً مع 4 ممثلين يتقدمهم المحترف واللاعب المتميز على أوتار الشخصات المركبة والمختلفة جوليان شعيا في دور الأب، في مواجهة 3 شخصيات لزوجته وإبنته والمربية تؤديها: جوانا طوبيا، ميليسا عزيز، وميليسا حجيج، لكن كل الثقل يقع على عاتق شعيا الذي كان سيد دوره، منغمساً في أدق تفاصيله، مقنعاً 100% بأنه رجل بلغ حد الجنون في مواجهته مع زوجته.

الإبنة هي المحور، ويبرز الأب هنا منفتحاً على أفق رحب في نظرته لمستقبلها وضرورة تفاعلها مع مناخ مختلف عن المحيط الريفي الذي تعيش في كنفه، بغية إفساح المجال أمامها لأن تحتك بمناخ إنساني حضاري جديد يختلف جذرياً عن الواقع الذي تربت فيه، فيما زوجته المنغلقة على رتابة وجمود في مخيلتها تعتبر أي تبديل في مناخ تربية الإبنة تدميراً لكل ما بنته في مراحل متعددة من عمرها لصونها ورعايتها من كل سوء قد يحمله عالم الرجال إليها.

 الكاستنغ يوفق في إسناد دور الأب إلى الممثل شعيا الذي ينطلق من منطق هادئ متفهم، صاعداً في لحظات إلى قمة الجنون والتمرد والصراخ بأعلى صوت لأن منطق الزوجة يخالف جذرياً توجهه في تهيئة إبنته لتكون عضواً فاعلاً في محيطها الشبابي ثم المجتمعي، بحيث تتميز وتكون مضرب المثل، وهو أمر لم تره أو تتلمس أهميته الزوجة التي تفتعل المبررات غير المنطقية لتحقيق وجهة نظرها في رسم مستقبل الإبنة بضمانات حاسمة معتبرة أن الزوج لا يقدر المخاطر التي قد تصيب الصبية حال إصطدامها بأجواء مغايرة لتلك التي عاشتها في مجتمعها الريفي المتواضع.

عملية الإقناع وتمسك كل طرف بقناعاته مع دخول المربية على الخط،  حوّل الخشبة إلى ساحة مواجهة حاسمة بين الشخصيات الأربع حيث تنعكس عصبية الأب على الباقين لتبدو الصورة خارج السيطرة ولكنها ممسوكة بخيط إخراجي سحري، يدوزن الصراخ والغضب والدموع ويجعلها تصب جميعاً في خانة بين الموقفين المتناقضين: إنفتاح، أم إنغلاق.

 الأب، بطريقة أو بأخرى، مسرحية تؤكد على حيثيات القيادة المنزلية العائلية التي يرفض الآباء التفريط بها، مهما كانت الإعتبارات، آخذة بعين الإعتبار ذاك الميل الغريزي عند البنات لآبائهن، تماماً كما رضوخ الأبناء لرغبات أمهاتهم، لكن في الوقت نفسه تظل المواجهة واقعة بين الأب والأم على من له الغلبة في قرارات البيت الداخلية.

نغادر المسرحية وصورة جوليان شعيا تحتل المخيلة بقوة وسحر، لقد كان الوجه الأكثر حضوراً في العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى