اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

“المدخلية”.. حركة سلفية وصوت للفتنة تمد أذرعها في المحافظات الغربية

السعودية تصدر التطرّف مجدداً الى العراق

المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
لعبت السعودية على مدى السنوات الماضية، دوراً سلبياً في العراق، من خلال دعمها للجماعات المتطرفة، فقد كانت سبباً في استشهاد المئات من المدنيين الأبرياء عبر العمليات الانتحارية التي نفذها التكفيريون السعوديون في مختلف محافظات البلاد، بالإضافة الى دعمها التنظيمات الإرهابية مثل داعش الإجرامي بالمال والسلاح والمقاتلين، كما كانت مملكة الشر إحدى الدول التي غذّت الفتنة الطائفية ببث سموم التفرقة بين أبناء البلد الواحد.
وهناك العديد من التقارير التي تثبت تورّط السعودية في دعم المنظمات الإرهابية، وبحسب مصادر إعلامية فأن المملكة كانت ومازالت الراعية الرسمية للإرهاب في المنطقة، وان جميع الحركات المتطرفة تخرج من تحت عباءتها، مبينة انها تتحرك على وفق الاملاءات الأمريكية والصهيونية.
وفي العراق، استغلت السعودية، البيئة الخصبة في بعض المحافظات السُنية للترويج عن الأفكار المتطرفة، واستطاعت ان تخلق لهذه الحركات تأييداً بمساعدة بعض الأحزاب السياسية، مقابل وعود بتسلمها مناصب سيادية في الحكومات العراقية، الأمر الذي ولّد صراعاً داخلياً بين الأحزاب السُنية انعكس سلباً على واقع المحافظات الغربية، ومازال مستمراً لغاية يومنا هذا، ولعل الخلافات بين حزب “تقدم” الذي يقوده المتهم بالتزوير الحلبوسي وحزب السيادة الذي يقوده داعم الإرهاب خميس الخنجر، أبرز دليل على الصراع الداخلي السُني الذي ولّده الدعم السعودي للجماعات المتطرفة، إذ يمثل الخنجر الذراع الرئيس لحركة الاخوان المسلمين، فيما يحاول الحلبوسي ان يتكئ على جماعة “إسلامية” لمواجهة تغوّل الخنجر.
حراك متطرف جديد داخل العراق تقوده السعودية كشفت عنه مصادر مطلعة يُعرف بحركة “المدخلية السلفية السعودية”، وأشارت المصادر الى ان ملف هذا الحراك موجود عند مستشارية الأمن القومي العراقي، لافتة الى ان الحركة تنتشر في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وبعض مناطق العاصمة بغداد.
وأضافت المصادر لـ”المراقب العراقي”: أن “محافظات عدة تشهد غزواً غير مسبوق للحركة السلفية السعودية التكفيرية (المدخلية) بدعم سعودي بأموال طائلة، مكنتها من شراء وبناء المساجد، وكسب ولاءات عشائرية وفتح مدارس دينية لنشر أفكارها، والتوغل في مؤسسات الدولة المختلفة بمساعدة قوة سياسية”.
وتوضح المصادر نفسها، ان “الحركة تقوم دعوتها على تكفير جميع المذاهب الأخرى والفرق الإسلامية السُنية، بادعـــــاء أن السلفية هي الفرقة الناجية الوحيدة من بين 73 فرقة كلها “في النار”، كما تدعو “للطاعة المطلقة للحاكم وإن كان فاسقاً أو أجنبياً، وتُحرّم التظاهرات والممارسات الديمقراطية، وتنكر على حماس وغيرها مواجهة الصهاينة إلى حين التمكين”.
وتشير المصادر الى ان “حزب تقدم يدعم نفوذ هذه الجماعة، كضد نوعي لنفوذ خميس الخنجر الذي يتبنى حركة الأخوان المسلمين، كونها تعد الإخوان (خوارج)، ويستثمرها “تقدم” سياسياً في دعم نفوذه ومساندة مرشحيه”.
ويرى مختصون في مجال الأمن، ان الحركات المدعومة من السعودية والتي تهدف الى زعزعة استقرار العراق بحاجة الى تحرك أمني حكومي عالي المستوى، لقطع الطريق أمام تكرار تجربة داعش في المحافظات الغربية التي غذتها السعودية بدعم من أمريكا والكيان الصهيوني، خاصة وان العراق اجتاز مرحلة صعبة، واستطاع ان يبسط الأمن والاستقرار بعد تضحيات كبيرة من قبل القوات الأمنية المدعومة من الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية العراقية.
ويقول المختص بالشأن الأمني هيثم الخزعلي لـ”المراقب العراقي”: إن “السعودية غذّت الإرهاب في العراق منذ سنوات، وكان لها دور سلبي في إثارة الفوضى، وهناك أكثر من دليل على دعم السعودية للإرهاب”.
وأضاف الخزعلي: انه “يجب ان لا تغفل القوات الأمنية عن الأطراف الداعمة للجماعات المتطرفة، منوهاً الى ان الجهد الاستخباري يرصد كل التحركات”.
وبيّن: ان “هناك أحزاباً سياسية تدعم الجماعات الإرهابية في العراق، وضرورة ان تُشخّص هذه الأطراف”، مشيراً الى ان “القوات الأمنية توجه ضربات قاصمة للجماعات الإرهابية بصورة مستمرة”.
ويمتلك العراق، أدلة على دعم السعودية للجماعات الإرهابية وتغذية التطرف داخل البلاد، وتحركت بغداد بهذا الاتجاه عبر حظر وجود بعض الجماعات المرتبطة بشكل وآخر بالسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى