الكيان الصهيوني يستبيح سوريا ويطلق مشروعه التوسعي في المنطقة

الجولاني يفتح الأبواب مشرعة لنتنياهو
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
بدأت ملامح مشروع الاستكبار العالمي في منطقة الشرق الأوسط الذي تقوده أمريكا والكيان الصهيوني تتضح بشكل كبير، من خلال تحركات واشنطن المتسارعة، إضافة الى التوسع الصهيوني غير المسبوق سيما في سوريا، وهو ذات الأمر الذي سبق ان حذّرت منه المقاومة الإسلامية، وأكدت ان الغرب يريد السيطرة على مقدرات البلدان العربية والإسلامية وفرض هيمنته عليها.
وبعد التطورات الأخيرة في سوريا، أصبح من الواضح، ان الجماعات المتطرفة التي سيطرت على سوريا، جاءت لخدمة المشروع الصهيوني التوسعي، فهي تتعمد خلق فوضى لكي تبرر لإسرائيل الاستمرار في قضم الأراضي السورية والتمدد الى البلدان الأخرى، وهو ما يهدد أمن واستقرار البلدان الأخرى، فعلى الرغم من تنديد أغلب البلدان بالعدوان الصهيوني على سوريا، إلا ان موقف حكومة الجولاني كان غائباً، وهو ما يعطي إشارات على ان هناك اتفاقاً مسبقاً للتنازل عن الأراضي السورية.
ومع انطلاق معركة طوفان الأقصى وما تلاها من عمليات إبادة جماعية شنها الكيان الصهيوني في غزة وضاحية بيروت وغيرها من بلدان المقاومة، حمّلت الدول العربية التي تقود مشروع التطبيع مع إسرائيل، محور المقاومة الإسلامية، مسؤولية المجازر التي ارتكبها الغرب ضد الأطفال والمدنيين، مدعين انه بالإمكان تجنب هذا الصراع عبر التفاهم مع تل أبيب، واليوم وصلت النيران لتهدد معظم الدول المطبعة التي كانت تظن انها بمأمن من المشروع الصهيوني التوسعي.
اليوم أغلب الدول العربية تطالب المجتمع الدولي بوقف الضربات التي توجهها إسرائيل داخل الأراضي السورية، في وقت غضت نظرها وألجمت أفواهها عن عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق الشعب في غزة واليمن ولبنان، وهو ما يفسّر، ان المواقف العربية تتخذ على اعتبارات طائفية بحتة، وأية جهة تأخذ من المقاومة الإسلامية طريقاً لها، ستكون خارج حساباتها.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي أثير الشرع لـ”المراقب العراقي”: إن “المشروع التوسعي للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط بانت جميع زواياه، واليوم الجميع يرى ما يحدث من سوريا واجتياح القوات الإسرائيلية والقصف المستمر على مدنها”.
وأضاف الشرع: أن “أمريكا والكيان الصهيوني لديهما نية بتقسيم دول المنطقة الى دويلات متصارعة، وتفرض سيطرتها الكاملة على مقدرات هذه البلدان”.
وأشار الى ان “الدول العربية كانت تتهم المقاومة الإسلامية بالسيطرة على سوريا، وان إيران تريد ان تتمدد في المنطقة، واليوم تبين ان وجود المقاومة هو من أجل حماية سوريا والدول المحيطة بها”.
وبيّن الشرع: انه “على الدول العربية ان لا تكتفي بالتنديد والاستنكار إزاء الانتهاكات الصهيونية، بل يجب ان يكون هناك دور لوقف الجرائم الصهيونية في المنطقة، فاليوم سوريا تقصف واليمن يقصف وغزة تباد، كل هذا بحاجة الى مواقف جادة”.
وأعلن الكيان الصهيوني في وقت سابق عن انه شنَّ غارات على المناطق مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، مجدداً تحذيره لحكومة الجولاني من ان تهديد الأقلية الدرزية، ستكون عواقبه كبيرة، وهو ما دعا الدول العربية ان تتوسط لسوريا داخل الكيان والتعهد بعدم استهداف الدروز مرة أخرى، فيما أكدت القوات الصهيونية التي تقدمت مؤخراً داخل الأراضي السورية، انها لن تنسحب منها الى حين استتباب الأمن على حد زعمها.
وبحسب مراقبين، فأن سوريا اليوم باتت تحت نيران التقسيم والضياع بعد ان كانت تحت حماية محور المقاومة الإسلامية لسنوات طوال، ولم يحلم الكيان الصهيوني يوماً باستعادة الجولان والزحف نحو دمشق، الأمر الذي يكشف عن تواطؤ عربي لتسليم المنطقة الى الكيان الصهيوني وأمريكا، منوهين الى ان قادة المقاومة في المنطقة، حذروا مرات عديدة، من ان سقوط سوريا ستتبعه أحداث وفوضى تمهّد للتمدد نحو احتلال أراضٍ جديدة.



