اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

حملات ملاحقتهم لازالت مستمرة .. المتسولون آفة مجتمعية تواصل النمو في أسواق بغداد وشوارعها

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
على الرغم من الحملات الأمنية المتواصلة لمحاربته الا أن التسول أصبح ظاهرة آخذة بالانتشار في البلاد ويمكن بسهولة مشاهدة المتسوّلين المنتشرين في الشوارع وعند تقاطعات العاصمة بغداد والمدن الأخرى.
في المقابل يرى مواطنون أنّ حملات الاعتقال التي تقوم بها القوات الأمنية ليست حلاً ناجعاً، فالأمر يتطلّب تدخلاً حكومياً حاسماً ومعالجات حقيقية من أجل القضاء الفعلي على هذه الظاهرة.
وقال الباحث الاجتماعي سعد حسين : إن “الظروف التي واجهها العراق في العقدين الماضيين، بعد الغزو الأميركي للبلاد أبرزت الى الوجود العديد من الظواهر مثل تزايد معدلات الفقر والبطالة، ما أدّى إلى تضاعف عدد المنخرطين في التسوّل من الشباب والأطفال من كلا الجنسَين ويُستغَلّ هؤلاء أحياناً من قبل شبكات مختصّة بالتسوّل، وهو أمر بات معروفا للسلطات الحكومية التي تعمل بين الحين والآخر على ملاحقة المتسولين في العاصمة وكما يحدث حاليا في بغداد “.
وأضاف: إن” الحملات التي تقوم بها القوات الأمنية وعلى الرغم من القاء القبض على العديد من المتسولين الا أنها ليست حلاً ناجعاً، فالأمر يتطلّب تدخلاً حكومياً حاسماً ومعالجات حقيقية من أجل القضاء الفعلي على هذه الظاهرة التي تحتاج الى تشريعات حقيقية من قبل الحكومة والبرلمان تضمن إعادة هؤلاء الى الطريق القويم في المستقبل”.
وأوضح أنّ “هناك حملات أدت لاعتقال واحتجاز عشرات المتسوّلين، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السنّ، وقد جُمعوا من الطرقات والتقاطعات لاحتجازهم وهنا لابد من القول إن الاعتقال ليس حلاً لظاهرة التسوّل التي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بل تحتاج الى إيجاد حلول ذات بعد إنساني أكثر من البعد القانوني “.
ودعا الى اعتماد برنامج وطنيً لمواجهة الظاهرة في معظم المحافظات فالكل يعلم أنّ المتسوّلين نوعان ، الأوّل هم الفقراء الباحثون عن لقمة العيش، والنوع الآخر هم الذين اتّخذوا التسوّل مهنة تُدار من قبل مافيات محلية وفي الحالتين يمكن إيجاد برنامج خاص لكل حالة في ظل وجود وزارة متخصصة هي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تقع عليها هذه المهمة لهذا يجب على الوزارة المذكورة شمول أكبر عدد من الفئات الفقيرة التي تعيش تحت خط الفقر، لكي يتسنّى لوزارة الداخلية والأجهزة التنفيذية القيام بواجباتها تجاه ضبط المتسوّلين والمشرّدين الذين ينتشرون في المدن العراقية .
من جهته قال الضابط في الشرطة محمد عبد الكريم : إن” انتشار المتسولين من الذكور والاناث وبجميع الاعمار في شوارع وتقاطعات بغداد قد أصبح ظاهرة مألوفة منذ فترة ليست بالقصيرة ويمكن ملاحظتها من قبل الجميع وهي بحاجة الى سنوات للقضاء عليها لأنها نتاج عقود “.
وأضاف إن” وزارة الداخلية نفذت العديد من الحملات في الأسبوعَين الماضيين قد أسفرت عن اعتقال عشرات المتسوّلين في مناطق العاصمة، وهناك كثيرون منهم يأتون من المحافظات الأخرى إلى بغداد للتسوّل وهم يُجيدون التنقل في الاماكن التي يتواجدون فيها وثبت عمل آخرين من ضمن شبكات تسوّل منظّمة يديرها أشخاص قيد الملاحقة في الوقت الحالي وهو ما يعرقل عملية القبض عليهم بسهولة”.
وأوضح أنّ “الملف يحتاج الى خطة طويلة الأمد ومخصصات مالية كبيرة، وهذا أمر يجب أن يوضع في حساب الجهات المسؤولة في حال أرادت القضاء على الظاهرة بالشكل الصحيح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى